للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والأشعار عن بني غطفان كثيرة في الجاهلية والإسلام، ومن غطفان شعراء جهابذة في الجاهلية والإسلام، نذكر النابغة الذبياني والحطيئة العبسي (١) وغيرهم ومن أراد الاطلاع والمزيد فليرجع إلى دواوين هؤلاء لينهل منها.

وقد رشحنا في الموسوعة إبراز أشعار عنترة بن شداد العبسي من ديوانه الشهير، ومن شعره في المعلقات كم هو معروف في الجاهلية، وكان عنترة قبيل الإسلام بفترة وجيزة (٢)، وعنترة بن شداد بطل أسطورة ويُطلق عليه (أبا الفوارس) ولا تزال ذكراه في وجدان العرب لا تنسى - لم يمحها الدهر -

وقد افتخرت به عبس وسائر غطفان بل وجلّ قيس عيلان، وما زالت ذكرى هذا البطل في أذهان بني رشيد في البوادي والحواضر، فهم ورثة عبس وأحفاده في جزيرة العرب.

وقد ذُكر في أشعار البادية النبطيين من بني رشيد، وقد أسلفنا عن هذه الأشعار لنربط الحاضر بالماضي التليد.

[من ديوان عنترة بن شداد] (٣) يقول سيف الدين الكاتب وأحمد عصام الكاتب: كانت أم عنترة أمَة حبشية تسمى (زبيبة)، ولعلها صارت إلى شداد العبسي في سبي، وقال أبو الفرج الأصبهاني في الأغاني:

"وقد كان شداد نفاه مرة، ثم اعترف به فألحق بنسبه، وكانت العرب تفعل ذلك، تستعبد أولاد الإماء، فإن أنجب اعترفت به، وإلا بقي عبدا".

عُرف عن عنترة من الشجاعة والمروءة والإقدام ما لم يُعرف عن سواه، حتى أصبح مضرب المثل في ذلك، لا يمارى في هذا أحد، وكان شهمًا كريم النفس، يعف عن المحارم حتى قال:

وأغضّ طرفي إن بدت لي جارتي … حتى يواري جارتى مأواها


(١) حدّث الزبير بن بكار أن الحطيئة قدم المدينة المنورة، فأرصدت قريش والأنصار له الأموال والعطايا، خوفًا من شر لسانه وهجائه للناس.
(٢) يقدرها المؤرخون بحوالي الأربعين عاما.
(٣) شرح ديوان عنترة بن شداد - تقديم سيف الدين الكاتب وأحمد عصام الكاتب، طبعة بيروت.

<<  <  ج: ص:  >  >>