للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وممن نهاه عمرو بن زيد الغالبي، فقال في شعر له:

يا عمرو مهلًا فإن البغي متلفة … تردي الرئيس وتفني كل ما جمعا

لا تقطعن بالمدى منا أواصرنا … مهلًا هديت فخير النصح ما نفعا

لسنا نحب نرى فينا مولولة … تبكي وتهتف إذا ما ألفها نُزعا

إني أرى الحرب قد أبدت نواذجها … فينا وأصبح ضؤها لمعا (١)

فأبى إلا الفتنة. قلت: إنما أوردت هذه الأشعار لما فيها من النصح والفايدة والعبرة. ثم يمضي الهمداني إلى أن يقول: فلم يبرح عمرو رياسته حتى ظعن في بني غالب، وظعن أكثر بني حرب إلي الحجاز لوقائع تواترت عليهم من الربيعة ولابن أبان. فأما بنو حرب فقصدت العرج، وأما بنو غالب فقصدت جبل يسوم من وادي نخلة وجب عروان في أعلى عرفات، وتخلف ببلد خولان من تخلف من بني حرب وبني غالب، وسائر بطون بني سعد في ظل الحارث بن عمرو وكنفه وبريحه (٢)، لأنه لم يدخل في الفتنة، وفي ذلك يقول:

جرت لي في الملاة آل حرب … ولجوا في القطيعة والتمادي

وسلوا السيف في سادات قوم … بلا ذنب أتوه ولا اعتماد

فقلت لهم وكان النصح مني … دعوا قوما لهم عز ونادي

فلا ترة لديهم قدموها … وهم ركن لنا وأري الزناد

فاقدهم الفتى عمرو بن زيد … وكل القوم أسرع في الفساد

وقالوا سبق آباء كرام … وعذب مياهه غير الثماد

فأجلوا مغرقًا وبني شهاب … وحلوا في السهود وفي النجاد

ونحو الخنفرين وآل عوف … بقصوى طود أو برك الغماد (٣)


(١) هذا العجز: مختل الوزن.
(٢) ريحه: حظه وسعده.
(٣) عن برك الغماد: انظر كتاب (بين مكة واليمن) للبلادي.

<<  <  ج: ص:  >  >>