للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الواقعة بين مر الظهران والمدينة فقط (١١٨) عينًا، يعيش على العين الواحدة قرابة أربعمائة نسمة، بالإضافة إلى زراعة الآبار العديدة. من كل ما تقدم كانت حرب أهل قرى ويقل فيهم الرحل إلا من ذهب إلى نجد.

٣ - صيد السمك: معروف أن ديار حرب تمتد على ساحل البحر الأحمر الشرقي، وهذا البحر غني بأنواع السمك التي تبلغ خمسمائة نوع، وظل ولا يزال قسم كبير من هذه القبيلة يعتمد في معيشته على هذه الناحية بطرقه البدائية.

٤ - بالإضافة إلى ذلك كانت حرب تربي الماشية كالإبل والأغنام ونظرًا لوقوعها على طريق الحاج وقربها من المدن الرئيسية في الحجاز فقد كانت تبيع ماشيتها بأثمان لا يحصل عليها من هو في أماكن بعيدة عن المدن.

مما تقدم نرى أن هذه القبيلة كانت تعيش في رخاء طيلة أكثر من تسعة قرون نتج عنه:

١ - إندماج كثير من الأجناس في هذه القبيلة منهم من جاء حاجًا فتخلف هنا ومنهم من جاء من القبائل الأخرى لأسباب عديدة، وقد فصلنا هذه الفروع في الفصل الثالث.

٢ - العمران: لقد بنت هذه القبيلة القرى العديدة (١) وجعلت فيها المساجد وكان في كل مسجد (معليمة) (٢) وظهر فيها فقهاء كانوا يخطبون يوم الجمعة بخطب مطبوعة لمن سبقهم من العلماء.

وكان تعليم الأولاد يكاد يكون محصورًا على القرآن ولهم به شغف، ولم يكن التعليم للولد فقط فإن بعضهم علم بناته أيضًا ولكن ذلك كان فرديًا، وقد


(١) جميع هذه القرى فصل عنها في كتاب (معجم معالم الحجاز) للبلادي.
(٢) المعليمة: هي عند أهل المدن (كتَّاب) بتشديد التاء وضم الكاف؛ وهي - المعليمة - في رأيي أفصح من (كُتَّاب).

<<  <  ج: ص:  >  >>