أما ما ذكره غيره - كابن حزم في "جمهرة أنساب العرب" ومن جاء بعده - من أنهم من بني هلال بن عامر من قيس عيلان فلا يُعوَّل عليه؛ لأن الهمداني أقدم وأوثق في علم النسب. وهذا لا ينفي دخول بعض الفروع العدنانية في حرب من بني سُليم ومُزينة وغيرهما.
وذكر الهمداني ج ١ ص ٣٠٧ أن حربًا أُجْلُوا عن صعدة سنة إحدى وثلاثين ومائة، فانتقلوا من اليمن حتى استقروا فيما بين مكة والمدينة، ثم انتقلت منهم فروع كثيرة إلى نجد في عهود متأخرة. (انتهى قول حمد الجاسر).
ومما سبق بيانه يتضح لنا أن حربا من القبائل القُضاعية وتلتقي مع قبيلة بلي بن عمرو في عمرو بن الحاف، ومع سائر قبائل قُضاعة في الحاف بن قُضاعة بن مالك من حِمْيَر من القحطانية. كما يتبين لنا من قول الشيخ حمد الجاسر أن حربا القُضاعية دخلت معها فروع عدنانية من بني سُليم ومن مُزينة وكِنَانة (١) وهوازن وهُذيل وخُزاعة والأشراف، ولذلك فنجد أن حربًا في القرنين الثامن والتاسع الهجريين بما انضمت إليها من الأحلاف تصبح القوة الرئيسية في بلاد ما بين الحرمين وأطلق عليها العرب اسم "حرب حرَّابة الدول".
ولنا وقفة هنا في أن حربا الخولانية القُضاعية اليمانية كانت متواجدة بالفعل في نواحي الحجاز ما بين الحرمين منذ أول القرن الرابع الهجري حسب ما ذكر أبو زيد البلخي في "معجم البلدان" ولكن حربا ليست وقتئذ قبيلة كبيرة، وقد أشار لذلك أبو الحسن محمد الهمداني في "الإكليل" أن قسمًا من حرب قد عاد إلى صعدة باليمن حيث قال: جاء في شعر عمرو بن يزيد الغالبي من حرب الذي ناشد فيه ابن خالته جرير بن حجر (سيد الربيعة بن سعد) أبناء عمومة حرب العودة إلى اليمن مع بعض قومه؛ لأن قبائل سُليم وبني عامر (هوازن) وبني بكر بن وائل وقبائل قيس عيلان يسومونهم الذل ويعادونهم عداءً شديدًا.
وهذا ما كان بالفعل فقد رقّ له جرير وعادت معظم فروع حرب إلى مقرها ووسط قومها بصعدة من بلاد اليمن.