للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال أبو عبد الرحمن: ويقصد بالربيعة بني سعد بن ربيعة بن خولان. قال: (وأكثرهم يقول الربيعة ليفرقوا بينها وبين ربيعة بن نزار، وربيعة بلحارث، وربيعة وادعة) (١).

وبقصد بابن أبان محمد بن أبان الخنفري وهو شخصية تاريخية خصبة ذات كتاب وقائد أحداث وحروب، وصاحب شعر!! .. وله ذكر كثير في الجزء الأول والثاني من "الإكليل".

ولا ذكر له ولا لكتابه، ولا لأحداثه الجسيمة، ولا لشعره الكثير إلا عند الهمداني .. لم يذكره المؤرخون، ولا كُتَّاب التراجم، ولا جُمَّاع الشعر، ولا مدونو الأيام والوقائع، ولا أصحاب المعاجم والفهارس والأثبات، وإنما ترجم له الهمداني وذكر أن عمره مئة وخمسة وعشرون عامًا!؟.

هذا نصه، ونتيجة سياقه تقتضي أن عمره مئة وخمسة وأربعون عامًا، لأنه ولد سنة خمسين في ولاية معاوية رضي الله عنه ومات في ١٩٥ هـ (٢).

وأكاذيب الهمداني ها هنا تمجيد لخولان، ولما كان هو وحده مصدر التلفيق فيما لفقه، والاختلاق فيما اختلقه، قدم لذلك بمقدمة يرجو أن يصدقه قارئ كتابه، فذكر أن قبيلة خولان مغمورة فأشاع القول فيها وزعم أن ما سيذكره يعرفه أهل نجد والحجاز واليمن ونجران.

ثم احتاط من قول أحد أهل هذه الآفاق: (لا نعلم ذلك) فزعم أن العلم عن خولان علم مخزون بصعدة، ولم تكن صعدة دار رواية.

قال: (ولو كانت صعدة في القديم في البلدان التي رحل إليها أصحاب الحديث لانتشرت أخبارها كما انتشرت أخبار صنعاء).


(١) "الإكليل" ١/ ٣١٧.
(٢) انظر ترجمة الهمداني المزعومة لابن أبان في "الإكليل" ٢/ ١١٩ وحوَّم جواد علي بقليل من الشك حول سجل ابن أبان وترجمة الهمداني له وذلك بكتابه "المفصل" ١/ ٩٢ - ٩٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>