عن الكلاعي الذي عاش في صعدة فترة من الزمن، مما يدل على أن علماء صعدة وخولان قد أكدوا له انتساب حرب إلى خولان كما أكدوا ذلك للهمداني من قَبْلِه بزمن قريب. (انظر:"التعريف بالأنساب" للأشعرى، تحقيق د. سعد ظلّام، ص ٣٢٣.
٤ - النسابة اللغوي نشوان بن سعيد الحِمْيري المتوفى سنة ٥٧٣ هـ الذي عاش في جهات صعدة وديار خولان وكان من المهتمين بأنساب خولان وأخبارها، وهو صاحب القصيدة المشهورة في ذكر نسب خولان وفخوذها والتي مطلعها:
بصعدة من أولاد خولان سبعةٌ … أَحلّهمُ فيها القنا والصفائحُ
صحارٌ ورَشْوانٌ وحَيٌّ وهانِئٌ … وأزمعُ أيضًا ثم (سعدٌ) ورازحُ
وسعد هذا هو جد حرب الحجازية الذي ينكره أبو عبد الرحمن!
٥ - العالم النسابة محمد بن نشوان الحميري وهو من أهل القرن السادس الهجري وأوائل السابع وكان والي مخلاف خولان صعدة، فكان أكثر اطلاعا على خولان وأخبارها وأنسابها، وقد ألف كتاب مختصر الإكليل وأكد فيه انتساب حرب إلى خولان.
ومما يجب ملاحظته أن محمد بن نشوان ووالده نشوان بن سعد قد أثنيا على الهمداني ووثقاه ووصفاه (بشدة الورع والفضل المشهور لا يتمارى أحد في أمره). ولو أن الهمداني كان قد وضع في أنساب خولان لاكتشفا ذلك وَلَنَبّها إليه، وخاصة أن خولان تنتمي إلى حِمْيَر، وهو نفس الجذم الذي ينتميان إليه، بينما ينتمي الهمداني إلى جذم كهلان، ليس هذا فقط بل نستفيد من ذلك أن الهمداني لو كان وضَّاعًا لنسب هذه الأمجاد إلى هَمْدَان!.
الأمر الثاني: قول أبو عبد الرحمن: (أن الشيخ محمود بن عمرو لا وجود له إلا في سَنَد الهمداني!).
وأقول: إن بعض قبائل بني عمرو أهل وادي الفرع كانوا يُعْرَفُون إلى عهد قريب باسم بني محمود، ولدَيَّ وثائق تاريخية تثبت ذلك نصًّا ومن آخرها وثيقة