مؤرخة في ٢٤ شوال سنة ١٤٢٥ هـ وهي عبارة عن حِلْف بين بني محمود من بني عمرو من مسروح وبين ميمون من بني سالم، جاء فيها:(إنه لما كان تاريخ يوم ٢٤ شوال سنة ١٢٤٥ تحاضروا رجال بني محمود أهل المضيق من بني عمرو ورجال ميمون وصار بينهم حلف رفقة دون كل أحد، وعلى كل أحد، وأنهم رفاقة في صايب ونايب، الكل منهم فزَّاع فيما يلزم لحليفه) إلخ. والمشهور لدى رواة بني عمرو أن هؤلاء ينتسبون إلى الشيخ محمود بن عمرو الذي عاش في القرن الرابع الهجري.
الأمر الثالث: يرى أبو عبد الرحمن أن هناك تناقضا بين ما ذكره الهمداني من أن: (بني حرب لما صارت إلى قدس من الحجاز وبها عَنَزة ومُزينة وبنو الحارث وبنو مالك من سُلَيْم ناصبتهم الحرب عَنَزة فأجلاهم الحربيون - وهم يومئذ ستمائة رجل إلى الأعراض من خيبر، وناصبتهم مُزينة الحرب وهم زهاء خمسة آلاف فأجلاهم الحربيون إلى الساحل من الجار والصفواء وأرض جُشَم فهم بها إلى اليوم لا يدخلون الفُرْع إلَّا بجوار وذمام من بني حرب وبقيَّة سُلَيْم).
ووجه تضعيف أبى عبد الرحمن لهذا السياق يتمثل في وجوه منها:
الوجه الأول: أن بنى حرب نزحوا من صعدة إلى الحجاز في حدود سنة ١٣١ هـ ثم أجلوا مُزينة عن قُدس، مع أن عمر بن شبَّة يذكر أن مُزينة كانوا في ديارهم في القرن الثالث، وهذا يناقض ادعاء إجلائهم في القرن الثاني! (ولم يذكر نصَّ كلام ابن شبَّة).
الوجه الثاني: أن بني حرب كانوا ستمائة فكيف يتغلبون على كل هذه القبائل!.
وهنا أقول: إن من يقرأ نص الهمداني بتمعن يجد أنه ذكر تاريخ نزوح بني حرب من صعدة ولكنه لم يذكر نصًّا تاريخ الوقائع التي ذكرهما بينهم وبين قبائل الحجاز، أي أنه لا يذكر نصًّا ولا استنتاجًا أن بني حرب أجلوا مُزينة سنة ١٣١ هـ، بل إن الذي يفهم من سياق كلامه أن حربا لم تتمكن من بسط نفوذها إلا في آخر القرن الثالث الهجري وأول الرابع الهجري.