وذلك نقلًا عن مصادر تاريخية كثيرة منها كتاب:"الغاية في شرح الهداية" للسروجي، في باب زكاة المال. انظر مخطوطة "إفادة الأنام بأخبار البلد الحرام"، مجلَّد ٤ ورقة ٦١، ٨٦ كما ذكر أيضًا الشيخ أحمد الرشيدي مؤلف "حسن الصفا والابتهاج" بشيء من التفصيل، وذكر أيضًا في أخبار سنة ٣٩٤ هـ أن أمير مكة أبا الفتوح (أراد ترك زيارة المدينة، واحتج بأن العربان في طريقها تطلب عوائدها. . . إلخ). انظر ص ١٠٥ وص ١١٢.
٢ - تُثْبِتُ النقوش الأثرية في المنطقة أن المقتدر بالله كان على علاقة وطيدة بهذه المنفقة وقبائلها، وقد وقَفْتُ على بعض النقوش التي تؤكد هذه العلاقة؛ وذلك في منطقة (وادي حَجَر) المشهور بين مكة والمدينة، كما حَصَلْتُ على بعض الصور الفوتوغرافية لها أهديتها للصديق الدكتور يحيى ساعاتي أمين مكتبة الملك فهد لحفظها ضمن مقتنيات المكتبة تقديرا لجهوده المخلصة هو والعاملين معه في هذا المجال.
الأمر السابع: يقول أبو عبد الرحمن: (لا شك أن قبيلة حرب قبيلة حجازية ذات صولة وجولة منذ إقامة الهمداني بالحجاز إلى أن هلك، ولجلال هذه القبيلة ومنعتها ادَّعاها يمنية من خولان حسب عادته في سرقة القبائل العدنانية البارزة والشعر العدناني!).
أقول: إن هذا الاحتجاج يمكن نقضه والرد عليه بسهولة من وجهين هما:
١ - إذا كانت هذه القبيلة كما تقول ذات صولة وجولة فلماذا لم يذكرها ابن الكلبي؟ وإذا كان الجواب بأن شهرتها إنما حدثت بعد ابن الكلبي فلماذا لم يذكرها ابن حزم إلا في سطر واحد أو سطر ونصف؟، ثم لماذا يذكرها المؤرخون الآخرون؟ ثم كيف نخرِّجُ قول البلخي السابق بأنهم قدموا من اليمن وزاحموا أهل البلاد واستولوا على ضياعهم!.
٢ - إذا كانت هذه القبيلة قد أعجبت الهمداني فلماذا لم ينسبها إلى همدان ثم كهلان اللذين هما أقرب إليه نَسَبًا من خولان؟.