الثامن من سلالة سُلَيْم، فيما كان بنو سُلَيْم في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - في العد العاشر والحادي عشر، بل والخامس عشر، وما يزيد، كما سيأتي في حديثنا عن بني علي، وأول ذكر يرد لبني أحمد ورد على لسان يعقوب بن السكيت (ت ٢٤٦ هـ) قال ياقوت الحموي: (تعف مياسر: قال ابن السكيت عن بعضهم: التعف ههُنا ما بين الدُّوْداء وبين المدينة وهو حدُّ خلائق الأحمديين والخلائق آبار)[معجم البلدان تعف مياسر] قلت: المنطقة الواقعة بين الدوداء والمدينة هي من ديار بني سُلَيْم، ومن ديار بني سُلَيْم إلى الغرب من الدوداء: الرويثة [تاريخ الطبري ٥/ ٢٧٨] قال البلادي: [الدوداء: شعبتان جنوب المدينة تصب على بلدة الفريش من الشرق والثانية تظاهرها شرقا فتصب في رئم، فتصب في النقيع قرب بئر الماشي كان يأخذها درب الغائر) [معجم معالم الحجاز: الدوداء ٣/ ٢٣٥] ومنطقة النقيع وما حولها من ديار بني سُلَيْم، وممن كان يقطنها بنو عوف من سُلَيْم كما سيأتي بيانه مما يؤكد صحة نسب الأحامدة إلى بني سُلَيْم، ومن الأحامدة هؤلاء الأحامدة في بليِّ الذين ذكرهم وفصَّل القول فيهم الجزيري (ت نحو ٩٧٧ هـ) فقال: (عربان بليِّ أصحاب الدرك طوائف كثيرة، فنذكر ما تيسر منها: أما أصحاب درك الأزلم فمنهم بلي الأحامدة والأحامدة بَدَناتُ، فمنهم: الخرشان والركبان والغدايرة منهم شاهين بن أحمد بن غدير وأولاد عمه، والعتيْبات كقشيغة بن سالم وجبار بن إدريس بن غديف، والسلمات كعمران بن خليفة بن عمران وآل هلال، والقردانيات، ومن عربان بلي جميع من تقدم من عربان الحمل عند ذكر بلي فلا نكرره هنا، ومنهم العرادات بالعين المهملة، والمواهيب، والوابصة، والبركات، والجواهرة، والسباعات، والحصنة، والكحلة، وبنو سعيد المحصنة، وبنو مخلد، والمكاحلة، والبامات، والسحمة، والمباذر)[الدرر الفرائد ١٣٩٢] قال الأحيوي: وكيلا يظنَّ البعض أن بدنات العرادات والمواهيب والوابصة والبركات والجواهرة والسباعات والحصنة والكحلة وبنو سعيد المحصنة وبنو مخلد والمكاحلة والبامات والسحمة والمباذر وهي ١٤ بدنة ليست من الأحامدة؛ لأن الجزيري فصّل في نصه بينها والبطون الأحمدية السبع التي عدّها