قبلها نقول: إن النص الفاصل هو جملة معترضة والبطون أحمدية ويتضح ذلك من نص الجزيري ذاته، ذلك أنه بين في أول نصه أنه سيذكر أصحاب الدرك وابتدأ بالأحامدة أصحاب درك الأزلم، وعدد بطونهم، وجميع البدنات الـ ١٤ ليست من أصحاب الدرك مما يعني اتصال نصه، وأنه متعلق بالأحامدة، والبدنة الوحيدة من الـ ١٤ بدنة التي لها درك هي بدنة الجواهرة ولهم درك مناخ الركب بـ (أكرى)[الدرر الفرائد ١٣٨٨] قال الجزيري في ذكر (أكْرى): (مناخ الركب فقط درك عمرو بن سبع بن غنام وأولاده من بلي الجواهرة، وهو غاية درك عربان بلي)[الدرر الفرائد ١٤٠١] ودرك الجواهرة هؤلاء تسبقه أدراك بدنات أخرى من الأحامدة. قال الجزيري:(من كبرة أول حد الوجه فمنه إلى المحلِّ المعروف بفشيغة الوجه درك جلاس بن نصار بن جماز وولده حميد، وعمر بن أحمد بن نصير، وسالم وحسن أولاد على بن نصير من بليّ الأحامدة ((الدرر الفرائد ١٣٨٧) ولهم أيضًا درك الرحبة والوجه [الدرر الفرائد ٢٥١، ٧٩٨، ٨٦٤، ١٣٩٧] وقال في ذكر درك السلمات الأحامدة: (حد دركهم من فشيغة الوجه إلى الوجه إلى مفرش النعام إلى أكْرى)[الدرر ١٣٨٧، ١٤٠٠] وأكرى هي حدُّ بليّ مع جهينة، قال الجزيري:(أكرى حدّ أرض بليِّ من جُهَيْنة)[الدرر الفرائد ١٤٠٠] والملفت للنظر أن كل درك بلي هو للأحامدة لمسافة تمتد نحو ١٩٥ كيلا، فمن حدرة (دامة) آخر درك بني عُقبة إلى (تلبة) للعتيبات من الأحامدة، ومن (تلبة) إلى (كبرة) للغدايرة من الأحامدة، ومن (كبرة) أول حدّ الوجه إلى فشيغة الوجه لشيوخ الأحامدة، ومن فشيغة الوجه إلى (أكرى) للسلمات من الأحامدة [الدرر الفرائد ١٣٨٧ وانظر ١٣٥٠، ١٣٦٣، ١٣٨٦] وأكرى كما مر حد بلي مع جهينة [الدرر ١٤٠٠، ١٤٠١] ولم نجد أحدًا من بلي له درك إلا الجعافرة الذين يدخلون في درك العُتيبات الأحامدة إلى (تلبة) ولهم درك بـ (الأزلم) وهيش وادي (أكرى)[الدرر الفرائد ١٣٨٧، ١١٨٣، ١٤٠١]، وبهذا نكون قد أوفينا الحديث عن الأحامدة وتبين لنا أن جميع البدنات المذكورة في نص الجزيري هي بدنات أحمدية وستضح لنا صحة ذلك فيما بعد خلال بحثنا هذا، ويبقى أن نشير