للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١ - إن ابن سعيد الأندلسي (ت ٦٨٠ هـ) قال في حديثه عن بني زغب من بني سُلَيم (سألت عنهم بين الحرمين فلم أجد منهم إلا قليلا في جوار بني علي وغيرهم وعددهم بالمغرب) ["نشوة الطرب" ٢/ ٥٢٣] وهل يكونون في جوار غير جوار قومهم، وهم يملأون ما بين مكة المكرمة والمدينة، وبنو حرب آنذاك لم تصل ديارهم إلى منطقة المدينة حيث الديار الأصلية لبني علي مما يوضح دخولهم فيهم في مرحلة لاحقة.

٢ - إن المنطقة ما بين الحرمين مكة المكرمة والمدينة المنورة كان يقطنها ويستوطنها بنو سُلَيْم، قال ابن ماكولا (ت ٤٧٥ هـ) في ذكر زغب من بني سُلَيْم: (هم خلق كثير بين مكة والمدينة) [نشوة الطرب ٢/ ٥٢٣] وكانت لهم سيطرة على درب الحاج ولطالما آذوا الحجاج، ومن أخبارهم الدالة على ذلك ما أورده ابن الأثير في حوادث سنة ٥٤٥ هـ حيث قال: (في هذه السنة رابع عشر المحرم خرج العرب زغب ومن انضم إليها على الحجاج بالغرابي بين مكة والمدينة فأخذوهم ولم يسلم منهم إلا القليل) [الكامل في التاريخ ٩/ ٢٧] وأورد في حوادث سنة ٥٩٠ هـ خبرا آخر عنهم فقال: (وفيها في جمادي الآخرة اجتمعت زغب وغيرها من العرب وقصدوا مدينة النبي - صلى الله عليه وسلم - فخرج إليهم هاشم بن قاسم أخو أمير المدينة فقاتلهم فَقُتِل هاشم، ولأن أمير المدينة قد توجه إلى الشام فلهذا طمعت العرب فيه) [الكامل في التاريخ ٩/ ٢٣١]، وهذا يكشف لنا أن بني سُلَيْم كان لهم وجود قوي جدا فيما بين الحرمين ومنطقة المدينة المنورة، وحينما سأل ابن سعيد عن زغب وجدهم في جوار بني علي بين الحرمين، وديار بني علي الأصلية هي المدينة المنورة وما حولها [نسب حرب ٥٥، ١٠٢] ووجودهم في هذه النواحي أقدم من وجود حرب الذين دخلوا هذه النواحي بعد جلاء بني لام وعَنَزة نحو بلاد نجد وغيرها، وقد كانت هذه القبائل مع بني سُلَيْم تسيطر على منطقة المدينة وما حولها حتى القرن العاشر، كما ذكره الجزيري منذ عهد مبكر جدا، فقد ذكر الهمداني

<<  <  ج: ص:  >  >>