للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قبائل بني سُلَيْم وعَنَزة ومُزينة يقطنون نواحي المدينة، ويبدو أن قسما من بني علي انساح شرقًا نحو بلاد نجد في أول القرن الحادي عشر أو قبله، حيث ورد لهم خبر سنة ١٠٦٣ هـ في نجد. قال ابن بشر: (في سنة ثلاث وستين وألف كانت وقعة بين الشبول وأهل بلد (التُّويم) المعروف في سدير، قتل من أهم التويم عدد كثير) ["عنوان المجد" ٤٠٢] والشبول هؤلاء فرع من الكتّمة من بني علي، ومن المعلوم أن بني حرب آنذاك لم يكونوا - حسب المعلومات المتوافرة - قد انساحوا نحو بلاد نجد، ويذكرنا اسم الشبول هؤلاء بالشبلة من فروع لبيد من بني سُلَيْم ["نهاية الأرب" ١٣٩] وبشبل وواحدهم شبلي وهم من بني ربيعة بن زغب بن مالك بن خفاف بن امرئ القيس ["التعليقات والنوادر" ١٧٨٩] لعلهم دخلوا في لبيد أي من كان ببلاد المغرب منهم، والشبلة، وبنو علي يجتمعون في امرئ القيس بن بهثة بن سُلَيم، كما نجد أن من فروع بني علي الجحوش وواحدهم جحشي ["نسب حرب" ٥٥] وهذا يذكرنا بفرع سلمي قديم وهو بنو جحش وواحدهم جحشي وهم بنو جحش بن كعب بن عميرة بن خفاف ["التعليقات والنوادر" حاشية ٦٩٤، ١٩٦٥] وهو خفاف بن امرئ القيس أي أنه أخو عوف جد بني علي.

قلت: ولم يتسنَّ لبني حرب السيطرة على منطقة المدينة المنورة حيث ديار بني علي إلا بعد جلاء عَنزة الذين سبقت الإشارة إلى وجودهم القوي بمنطقة المدينة المنورة وما حولها وجلاء بني لام إحدى أقوى قبائل طيئ، قال ابن سعيد الأندلسي (ت ٦٨٠ هـ) في ذكر بني لام: (مساكنهم المدينة النبوية وما حولها) ["صبح الأعشى" ١/ ٣٢٤] وقال ابن سعيد: (ينزلون في أكثر أوقاتهم مدينة يثرب) ["نهاية الأرب" ٤٤٨] ومن أخبارهم القديمة المتعلقة بالمدينة خبر يعود لسنة ٦٠١ هـ حيث ناصروا أمير المدينة المنورة سالم بن قاسم ضد أمير مكة المكرمة أبو عزيز قتادة بن إدريس في وقعة المصارع ببدر، حيث كان لهم الفضل في انتصار أمير المدينة، وهزيمة أمير مكة ["تاريخ ابن خلدون" ٤/ ١٣١] وبهذا - إضافة إلى ما سبق - يتضح لنا أن سيطرة بني حرب على منطقة المدينة والمنطقة

<<  <  ج: ص:  >  >>