٥ - بنو علي، وهم كذلك ليسوا من مسروح، حتى لو افترضنا جدلا أنهم بنو علي بن عوف الذين ذكرهم الهمداني، ذلك أنهم إخوة مسروح بن عوف، فكيف وقد أثبتنا أنهم من بني سُلَيْم؟ وقد أعرب البلادي وأبعد النَّجعة حين قال في نسب مسروح:(في شجرة حرب: مسروح بن عوف بن مسعود بن عوف بن الفياض بن حرب بن سعد بن خولان) ["معجم قبائل الحجاز" ٤٨٨] فما ذكره لا أصل له؛ ذلك أن مسروحا هم مسروح بن عوف من بني عامر بن حرب كما ذكره الهمداني وسبق بيانه.
قال الأحيوي: وعليه فإنه إذا ما سلمنا جدلًا بأن هذه الفروع الخمسة جميعها من حرب نسبا فإنها على أي حال لا تنحدر من سلالة مسروح كما بيناه آنفا فأين من مسروح بني حرب؟ وكيف دخل بنو حرب تحت مسمى مسروح؟ لاسيما وقد بينا فيما سبق من هذا البحث أن بني حرب - وهم بنو زياد بن سليمان الحربي - هم الذين بقوا في بلاد الحجاز في حين عادت القبيلة إلى ديارها، ومن هؤلاء العائدين بعض بني زياد كزبيد والسَّفر.
وما دام أن مسروحا ليسوا مسروح بني حرب فيبقي أنهم مسروح الذين ذكرهم عرَّام بن الأصبغ السلمي، ولأنه لم يبق من فروع مسروح إلا فرعان وهما بنو عوف وبنو علي، وهما من بني سُلَيم فإننا نقول: إن مسروحا لقب لبعض فروع سُلَيم كبني عوف بل بعضهم وبعض الفروع الأخرى من بني سُلَيْم، ولعل مسروحا اسم موضع استوطنته بعض فروع بني سُلَيْم فعرفت به، وهذا ليس غريبًا على قبائل العرب، ولعل مما يشجع على هذا أننا نجد موضعا بنواحي ديار بني سُلَيْم يحمل هذا الاسم. قال ياقوت الحموي: مسروح: في شعر الفضل بن العباس اللهبي من خط اليزيدي قال:
وقلن لحرّ اليوم لما وَجَدنَة … بمسرُوح وادٍ ذي أراك وتنضُب
كما كَنَستْ عينُ بوجْزَةَ لم تخف … قنيصًا ولم تَفَزَعْ لصوتِ المكلِّب