ميمون بن المسافر بن عمرو، قال البلادي في ذكرهم:(بنو ميمون هذا دخلوا في بني سالم، وهو اليوم أحد قسميها) ["نسب حرب" ٢٨] يعني حربا، ولا أدري ما الذي دفع بني ميمون هذا للخروج من دائرة أقربائهم في النسب والدخول في تجمُّع آخر، لا يربطهم بهم أي نسب، ذلك أن قبائل ميمون - أهمُّها - ليس من بني حرب، فالأحامدة وولد محمد يجمعهم نسب واحد وهم من بني سُلَيْم وولد علاء من ولد محمد، وبنو صبح ليسوا من بني حرب إنما دخلوا فيهم حلفا قبل نحو قرنين، فقد ذكر ابن عبد السلام الدرعي في رحلته للحج سنة ١١٩٦ هـ نقلا عن أبي سالم العياشي الذي حج قبله بقرن في القرن الحادي عشر في ذكر بدر:(أهلها محظوظون آمنون مطمئنون، مع سوء أخلاق عرب صبح المجاورون لهم) ["ملخص رحلتي ابن عبد السلام الدرعي" ٩٥] وقال الدرعي عن محدثه عبد الله بن أحمد: (حدثني أن سكان القرية من قبيلة صبح وهو خلاف ظاهر قول الشيخ أبي سالم، وقيل: وأهلها محظوظون آمنون مع سوء أخلاق عرب صبح المجاورون لهم، اللهم إلا أن يقال: إن أعراب صبح تغلبوا بعد ذلك على القرية فسكنوها مع بقاء ضعفاء من أهلها والله أعلم، فقال الرجل المذكور: قبيلة صبح تقْرب من ألفي رجل وهي دائرة بجبال (بدر) تسكن الخيام وجدهم وائل بن بدر الصحابي، هم حلفاء حرب الآن، بعد أن قامت بينهم نائرة فأجلوهم عن ديارهم إلى ينبع، وخربوا قريتهم هذه، ثم إن الله تعالى ردَّهم لمقرّهم فدخلوا في حلفهم إلى الآن) ["ملخص رحلتي ابن عبد السلام الدرعي" ٩٨] وفي ذكر ديار صبح هؤلاء قال البلادي: (ديارهم جلُّ وادي (العرج) وروافده وجبل (ثافل الأكبر) الذي صار يسمى جبل صبُح، وجبل (فعرَى) ووادي (يليل) عند (بدر) ولهم قسم كبير من الساحل غرب بدر) ["نسب حرب" ٨٧٠٨٦] قال الأحيوي: وهذا يكشف لنا أن هذه القبيلة بديارها الممتدة لم تدخل في حرب إلا في القرن الثاني عشر، وبهذا يتضح لنا أن بني حرب لم يسيطروا على كامل منطقة غرب المدينة، والمنطقة الممتدة نحو مكة المكرمة كما صوره لنا الهمداني، وتوهمه بعض الباحثين.