في الحجاز إلا بنو السفر وزبيد، فيما عاد البقية إلى بلادهم بصعدة، ذلك أننا لا نجد فرعا صريح النسب إلى حرب غير هؤلاء، وتبقى إشارة حول ميمون فإذا تأكد لدينا أن بطونهم الأصلية هي الأحامدة، وولد محمد، وولد علاء فإن بني ميمون تكون من فروع بني سُلَيْم القديمة، ومن بطون سُلَيْم اليوم بنو ميمون بطن يقطن وادي (ساية) وقد يكونون بقية ميمون الذين دخلوا في حرب، ومن يدري فقد تكون قبيلة ميمون في مُطير من بني سُلَيم أيضًا، ذلك أنهم يذكرون أن لهم صلة نسب بميمون بني سُلَيْم قال البلادي في ذكر بلدة (الحسو) الواقعة في الشرق الشمالي من (السُّويرقية) بلدة بني سُلَيْم قديما. قال:(سكان البلد: ميمون من بني عبد الله من مُطير، وبه زريعات بسيطة، وميمون في الحجاز ثلاث قبائل: ميمون هؤلاء وميمون قبيلة في بني سُليم بن منصور، وميمون قبيلة تُعدُّ ربع قبيلة حرب، وتقول ميمون مُطير: إن ميمون سُلَيْم منهم، ويأتون على هذا بأشعار ودلائل، أما ميمون حرب فهو فرع قديم في حرب من القرن الأول الهجري، وهذه الميمونات الثلاث مُتجاورة في الحجاز، مما يدعو إلى الاعتقاد أن أصلها واحد) ["على ربى نجد" ٧١].
قال الأحيوي: ميمون حرب لا وجود لهم بالحجاز، بل عموم بني عمرو بن زياد بن سليمان كما ألمحنا إليه خلال هذا البحث، وعلى هذا تكون إشارة البلادي عن وحدة قبائل ميمون الثلاث إشارة لها نصيب كبير من الحقيقة، وقد تكون ميمون مُطير من بني سُلَيْم، ولعل مما يشجع هذا أن بني عبد الله من مُطير تحتل اليوم جزءا من ديار بني سُلَيم القديمة فلربما أدَّى ذلك إلى دخول ميمون الذين في سُليم في بني عبد الله، وإذا ما علمنا أن ميمونا فرع سُلَّمِيُّ وأن أهم قبائل ميمون في بني حرب هي من بني سُلَيِّم فإن ذلك يؤكد أن بني ميمون في مُطير من بني سُلَيْم لا سيما وأنهم يؤكدون صلتهم بميمون بني سُلَيْم، ولعل بعض الباحثين يقوم بتحقيق هذا الأمر لمعرفة الصلات بين الميمونات الثلاث، وقبل أن ننهي هذا البحث نؤكد مرة أخرى أن بني حرب قد عادوا إلى بلادهم في (صَعَدَةَ) ديار قومهم خولان، وقد ذكر ابن رسول الغساني (ت ٦٩٦ هـ) بعض البطون الحربية