هو شأن قبائل البادية. وعن البدارين فأنا من رأي الأحيوى أرجح غير جازم أنهم من الفروع القديمة من بني علي بن حصن ومنهم قبيلة في العهد الحاضر ذكرهم المدني من قبائل بني علي في الجزائر باسم بدرانه.
كذلك البركات من لبيد من بني سُليم ومنهم فروع نزحت إلى برقة في ليبيا والبقية قد دخلت في حرب، وجزء نزح إلى قبيلة بلي من قُضاعة. وكذلك فروع بشر، وبنو جابر، وسبيع (١)، وبنو عبد الله، ومعبد، وبنو يحيى، فهذه الفروع سلمية بلا جدال حسب النصوص القديمة وحسب القياس المكاني بوجود هذه الفروع في ديارها لم تبرحها حتى الآن وقد تقدم ذكرها من الباحث الأردني راشد الأحيوي.
وعن الفروع الأخرى التي ذكرها الأحيوي من سُليم في قبيلة حرب وبعضها في بلي أو بني صخر حسب ما رجّح في بحوثه السالفة، فلا أجزم بصحتها والله تعالى أعلم بحقيقة الأمر.
٣ - أتفق مع الأحيوي فيما أورد من نصوص للمؤرخين القدامى التي تؤكد عدم صحة ادعاء الهمداني أن قبيلة حرب الخولانية القُضاعية قد تغلبت على القبائل العدنانية فيما بين الحرمين حيث قال:
"فلما غلبت بنو حرب على تلك البلاد وقهرت، تعلقت قريش بإصهارهم وأسند إليهم كل وألقى أزمَّة أمره في أيديهم وغلبوا على طريق المدينة إلى مكة فلم يسرها أحد منهم إلا بخفارتهم، وكان المقتدر بالله (العباسي) يبعث إليهم طول حياته بالمال في خفارة الطريق"!!
هذا القول عن قبيلة حرب لم يذكره أي مؤرخ غيره وقد انفرد به ويتضح فيه الكذب والتهويل والتزوير.
ولنَدَعْ قبائل عنزة ومُزينة وأسد التي ادعى الهمداني أن حربا قد هزمتها وقهرتها في الحجاز.