ثم يضيف نصًّا آخر لبني سُليم يوضح قوتهم في آخر القرن السادس الهجري فيقول: إن ما يدل على كثرة بني سُليم وقوة شأنهم هو قتلهم لحاكم المدينة (١) النبوية سنة ٥٩٠ هـ.
وقد أكد الأحيوي كثرة وقوة بني سُليم في آخر القرن السابع الهجري في الجزيرة العربية عندما ذكر أن ابن سعيد المغربي أشار عام ٦٨٠ هـ عندما زار الحجاز إلى كثرة بني منصور وهم: هوازن وسُليم ومازن فقال:
قال لي أحد العارفين من عرب المشرق: إنهم إذا نادوا يآل منصور في أرض العرب والعراق والجزيرة يجتمع لهم نحو خمسين ألف فارس.
وخلاصة القول فإن ما تقدم ذكره من نصوص تؤكد أن الهمداني كما قال الباحث السعودي أبو عبد الرحمن الظاهري عنه (أفاق وضَّاع).
هذا ما أردت التعقيب عليه لبحث الأستاذ/ راشد بن حمدان الأحيوي الذي نشكره عليه؛ لأنه فتح أبوابًا مغلقة وأوضح حقائق غائبة عن الأذهان لأي باحث سار وراء الهمداني أو صدَّق البلادي الحربي فيما ذكره في كتاب "نسب حرب" والتي نقلها عن الهمداني ولفّق بعضها من حيث الفروع ومن حيث وقعات قبيلة حرب مع سُليم وغيرها من قبائل العرب مثل مُزينة وعنزة وأسد.
وقد أوردناها ونقلنا سرد البلادي في الموسوعة بما فيه كله صحيحه وخطأه ثم عقبنا في هذه الطبعة الرد عليه وعلى الهمداني (الإكليل).
وقد أبرزنا رأي الشيخ حمد الجاسر وكذلك رأي أحد الباحثين من حرب وهو الأستاذ فايز البدراني الحربي ليرد عن الذين نقدوا الهمداني والبلادي وهذا للأمانة العلمية وتطبيق مبدأ الحيادية التامة وعدم التعصب إلا للحق وابتغاء مرضاة الله سبحانه وتعالى.