للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المنورة ديار حرب في القرن العاشر الهجري ودخلوا في بني سالم من حرب وعندهم شجرة توصلهم للعباس من مرداس.

وكما تقدم أن حمد بن رعاية نزل على المورعي في جبل الفقرة (الأشعر) ومع مرور الزمن أصبح صاحب الأرض، والمورعي مجرد حليف وشريك وكل منهما له أمواله بالفقرة وحتى يوم الناس هذا.

والأحامدة هم أبناء حمد بن رعاية السلمي، وبرز من الأحامدة رجال أكفاء وشجعان مثل ابن جزا وأنجاله المقاومين للأتراك ومن أنجاله حذيفة وابن عساف المشهورين وقد كتب عنهما العديد من رحالة الحج المصري والشامي في العهد العثماني.

وتغلّب الأحامدة على عموم مروّح من بني سالم من حرب فأجلوهم من ديارهم التي كانوا مسيطرين عليها في الحجاز.

فمن عادة النزيل إبراز قوته لكي يهابه المجاورين له ولا يطمعون فيه. وقيل جزا (١) قد أسس الشيخة في الصميدات من الأحامدة، وفي حسنة ١٢٢٤ هـ سافر إلى مصر وصاح تحت قصر محمد علي باشا واستفزعه واستغاث به وعندما جهز محمد علي جيشه لغزو الحجاز والبادية حيث كانت بها اضطرابات بين الترك والأشراف ومنازعات القبائل وكان ابن جزا هذا أول دليل لهم في سيرهم حيث أصابهم العطش والتعب، فقالوا للأحمدي: اطلب لنا ربك يغيثنا فدعا الله تعالى وإذا بغمامة فوقهم وإذا بها تمطر عليهم فشربوا حتى ارتووا وأوجسوا منه خيفة وقالوا فيما بينهم إن هذا الرجل من أولياء الله الصالحين فلو لم نطعه لدعا علينا وأهلكنا الله بدعائه، فتآمروا على قتله. فإذا برجل منهم استحسنه واستعطفه ويعرف شيئا من اللغة العربية فأخبره بما يتآمرون به عليه فولى جزا هاربًا منهم ليلًا ونجا بنفسه من الموت بقدرة الله سبحانه وتعالى.


(١) من اجداد جزا (عامر بن جويبر) من مشايخ بني سالم من حرب، ذكره الجزيرى في الدرر المنظمة في النصف الثاني من القرن العاشر وهو عامر بن جويبر بن صميد بن حمد بن رعاية السلمي.
وكذلك جزا بن عامر كان شيخا له ذكر حارب مع الشريف سرور في قتال أهل المدينة المنورة.

<<  <  ج: ص:  >  >>