للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والحجاز. حيث تفيد إحدى الوثائق التركية المؤرخة في ١٢ ذي القعدة ١٢٣١ هـ/ ١٢٣ هـ المرسلة من إبراهيم باشا إلى والده محمد علي في مصر أن الشيخ زيدًا قد عصَى على إبراهيم باشا وتوَارَى عنه منذ وصوله للمدينة (١) أي في سنة ١٢٣١ هـ. ممّا يوحي بأن هذا الشيخ كان من المناوئين لإبراهيم باشا فكانت النتيجة أن أُرسل إلى مصر.

لكن إبراهيم باشا أخرجه من سجن مصر وأعاد تعيينه في منصب كبير مشايخ حرب الواقعين في وادي الصفراء، غير أنه لم يلبث أن ثار على المصريين، فقاموا بعزله وتعيين الشيخ وصل بن عامر سنة ١٢٣٦ هـ، كما مر معنا (٢).

وقد صار للشيخ زيد بن محمود شهرة كبيرة وذكر غير خامل بعد ذلك، وعاصر أحداثًا تاريخية هامة خلال حكم قوات محمد علي باشا للحجاز والجزيرة العربية.

ومن ذلك أنه بعد عزله من منصبه وتعيين الشيخ وصل بن عامر سنة ١٢٣٦ هـ، قام الشيخ زيد بن محمود بالتمرد على دولة محمد علي باشا ولجأ إلى الجبال وأحرج عساكر الدولة وقوافلها مما أدى إلى اختلال النظام في المنطقة الواقعة بين ينبع والمدينة، كما تفيد بذلك إحدى وثائق محمد علي باشا المحررة إلى أحمد آغا وكيل محافظ المدينة بتاريخ ٢٦/ ٦/ ١٢٣٦ هـ، وقد جاء فيها الأمر بإلقاء القبض على الشيخ زيد بن محمود وإعدامه، حيث يقول محمد علي لمحافظه ما ترجمته: (وحيث إنه من البديهي أن حسن النظام في تلك النواحي وأمن أهلها وسكانها يتوقفان على إزالة وجود الشيخ زيد بن محمود وإعدامه بالنظر إلى إنهائكم المبسوط في خطابنا الآخر، فهيَّا حتى أراك تلقي القبض على الشيخ


(١) كتاب وثائق الدولة السعودية في عصر محمد علي، ص ٧١٩، وانظر دار الوثائق القومية، محفظة ٦ بحر برا، وثيقة رقم ١١٥ في ٢١/ ١١/ ١٢٣٤ هـ.
(٢) دار الوثائق القومية - القاهرة - وثيقة رقم ١٥٤ مقيد بالدفتر نمرة ٧ معية تركي، من محمد علي إلى أحمد آغا وكيل محافظ المدينة، بتاريخ ٢٦/ جمادى الثانية/ ١٢٣٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>