ومن البركات حي كبير في بلي دخلوا قديمًا في هذه القبيلة قبل الحكم العثماني، ويقال إن بركات بلي من المواقدة خاصة وقد تفرعوا إلى فروع عديدة مثل المعاقلة والصوامعة والرموث والخوالي والفريعات والوحشة والهلبان والحمران والنجيدات والمناقرة، والأخيرين منهم شيخة بركات بلي ويسكنون الشفا من ديرة بلي، ومنهم السند والسنيد والهندي والفهيد والسليمان، هذا ما يقال من الرواة في حرب وقد سمعته أخيرًا من بعض بلي (١) ولكنهم لا يريدون إثارة هذه الأمور والإفصاح عن أرومتهم الحقيقية حتى لا تسبب المشكلات، وكذلك شأن مَنْ في حرب من البركات وغيرهم لا يرغبون أن يعلنوا نسبهم الحقيقي إلى بني سُليم النفس الأسباب المتغلغلة في نفوس أهل البادية من القبائل.
وهذا الشيء يبغضه الله، والانتساب إلى غير الآباء حرام شرعًا.
وقال الله تعالى: {ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ فَإِنْ. . . (٥)} [الأحزاب] وقال النبي - صلى الله عليه وسلم - لمن ينتسب إلى غير أبيه:"من عرف أباه وادعي نفسه إلى غير أبيه لا ينظر الله إليه ولا يزكيه يوم القيامة".
وفي قول آخر له - صلى الله عليه وسلم -: "لا تنسبوا أنفسكم إلى غير آبائكم أو لغير نسبكم ولو دق" صدق رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. ومعنى دق أي ضعُف وقل قدره بين الناس فلا يمنعكم من ذكره.
البطن الثالث من بطين وهم العلوات: ويقال لهم أيضًا أولاد علي، وهم في ديارهم القديمة مع إخوتهم بني عوف من سُليم سكان ديار عوف الحالية ضمن حرب.
وإن كان بنو عوف السلميين قديمًا يسكنون وادي الفرع والنقيع ورئم وقدس الأبيض (خلص) وقدس الأسود (ادقس) والغائر وورقان بجنوب المدينة (أبيار الماشي).
أما أولاد علي الحاليون فيسكنون رئم حتى جبل الحريد والخطية والرس وسطحة الغائر ووادي يدوم والحنو وجهة مقرح الصهو وأبيار الماشي. ومن أولاد
(١) وقد ذكرت في سردي عن بلي أنني سمعت بعض الفروع تنتمي إلى حرب ولم أدوّن عن ذلك تحرزًا من الوقوع في الخطأ رغم أن بعض الباحثين من السعودية قد دونوا عن ذلك في كتب عديدة عن الأنساب، وفي الآونة الأخيرة اقتنعت بصحة ذلك.