إلى الأبرش الكلبي أسندت حاجة … تواكلها أحياء تميم ووائل
على حين أن زلت بي النعال زلة … فأخلف ضني كل حاف وناعل
فدونكم يا ابن الوليد فإنها … مفضلة أصحابها في المحافل
ودونكها با ابن الوليد فقم بها … قيام امرئ في قومه غير خامل
فكلم هشامًا وأمر بتخليته فقال يمدح الأبرش الكلبي:
لقد وثب الكلبي وثبة حازم … إلى خير خلق الله نفسا وعنصرا
إلى خير أبناء الخليفة لم يجد … لحاجته من دونها متأخرا
أبي حلف كلب في تميم وعقدها … كما سنت الآباء أن يتغيرا
وقال الفرزدق في قوة الحلف بين تميم وكلب:
أشد حبلا بين حيين مُرّة … حالًا أمرت من تميم ومن كلب
وليس قُضاعي لدينا بخائف … ولو أصبحت تغلي القدور من الحرب
وذكر الفرزدق "كلب" في شعره مرة كلب ومرة قُضاعة بقوله: "وليس قُضاعي" دليل على أن "كلب" قد تزعمت قُضاعة كلها.
قلت: وعن هذا الحلف فمازال له ذكر في القصص القديمة والأساطير عند الشرارات وهم أعقاب بني كلب في ديارها بشمال المملكة العربية السعودية وهو قولهم أن بني تميم أصحاب وأخوال أي بينهم وبين الشرارات صهر وسلم من قديم الزمان. كما أن قبيلة جهينة بينها وبين كلب رابطة أقوى من الأحلاف وهي رابطة الدم التي تجمعهم وكلب بقُضاعة .. قال سنان بن جابر الجهني:
فمن يحتمل في شأن كلب ضغينة … علينا إذا ما حان في الحرب حينها
فإنا وكلب كاليدين متي تضع … شمالك في شيء تعنها يمينها