للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد قلنا أن مراتع الشرارات تمتد من معان حتى تيماء ودومة الجندل فأطراف السماوة.

ونضيف على قول عبد الله النواق ما ذكره روكس بن زائد العزيزي في كتاب الشرارات مَنْ هم ص ٣٨ حيث قال:

وأعظم دليل على نسبة قوم إلى قوم إقامتهم في مساكنهم واستعمالهم لهجتهم. أما كلب فمساكنها السماوة، ولا يخالط بطونها في السماوة أحد، ومن كلب بأرض الغوطة عامر بن الحصن بن عليم وابن رباب المعقلي، وقراقر بين كلب وذبيان، وهو منهل (١) وإن تياسرت وفعت من تيماء في ديار ذبيان والبياض إلى أن تقول حوران ها أناذا ويخالطهم من كلب بعراعر وما يليه ثم من حوران في ديار كلب عن يمينك في السماوة ثم في الدهناء إلى أن ترى نخل الفرات، ولا يخالط كلب سواها .. ويقول: وما وقع في ديار كلب من القرى تدمر وسلمية والعاصمية وحمص وهي حميرية، وخلفها مما يلي العراق حماه وشيزر وكفر طاب لكنانة من كلب. ثم ترجع بكنانة كلب من ديارها هذه إلى ناحية السماوة والفرات من المدن تل قنس وحوض وزعرايا ومنبج مشتركة بينهم وبين بني كلب، إلى حد وادي بطنان، ثم تأتى الفرات من بلد الروم شاقًّا على التواء إلى العراق، فغربيه ديار كلب وشرقيه ديار مُضَر، وضبي ماء لكلب أيضًا، والذهيوط بلد ناحية الشام بين جُذام وكلب، وكانت الجولان من ديار كلب، قال أبو قيس الأسلت يزجر غطفان عن مناجزة الخزرج:

لاعداد المياه ليحضروها … وبالجولان كلب والرباب

وقد مر أن مرج بني عامر (٢) بفلسطين دعي باسم الشرارات، فمن هنا نعلم أن انتشار الشرارات خارج الجزيرة العربية قد شمل سهل البقاع في لبنان الذي دعاه العرب بقاع (كلب) ثم دعوه بقاع عزيز (٣) وكذلك تنتشر الشرارات بالأردن وسورية وفلسطين ومصر وانتشارهم هذا يدل على ما كان لهذه القبيلة من المكانة.


(١) صفة جزيرة العرب ص ٢٧٢ تأليف لسان اليمن الحسن بن أحمد بن يعقوب الهمداني تحقيق محمد بن علي الكوع الحوالي أشرف على طبعه حمد الجاسر.
(٢) مرج بني عامر: باسم بني عامر من كلب.
(٣) كتاب بلادنا فلسطين لمصطفى مراد الدباغ ج ١ ص ٢٠٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>