للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هذا ما قبل مائة وثمانية وأربعين عامًا بالتحديد … حيث قال هذا الرحالة: إن الشرارات هي القبيلة السيدة الأولى لمعان والجوف، وهذا يؤكد سيطرة هذه القبيلة التام على كافة المناطقة الواقعة بين هذين المدينتين المتباعدتين … فلو أن هناك قوة أخرى مضاهية لفصلت إحدى السيادتين.

ونص آخر للمؤلف نفسه ص ٨٥ فقد قال: "ويعيش الشرارات على ما قلنا سابقًا في وادي السرحان ومنه ينتقلون إلى النفوذ وقد ينتقلون إلى جبل الشراه، والشرارات يعتبرون الجوف بلدتهم ويلزمون جوارها ما استطاعوا، وفي موسم الحصاد يأتونها زرافات للمقايضة بقطعانهم وبالأصواف والأرز والزبد والأجبان التي استطاعوا جلبها من أماكن أخرى والأصناف المصنوعة جميعها من الصوف ومنها أردية كثيفة مدفئة يدعى واحدها (عباءة) وفي الغالب يدعى مشلح اشتهر سكان الجوف بحياكتها، وهذه العبارات على خشونة نسجها متينة ومدفئة وتحمل للبيع بعيدًا حتى مكة عبر شمّر، وهذا الاتجار يتم بالمقايضة بسبب ندرة النقد هنا وهو حال أكثر الصحراء. . ." (انتهى النص)

وهذا يتفق مع قول الشيخ محمد الخيّال أحد مشايخ العزام من الشرارات في القرن الثاني عشر الهجري وقد اشتهر هذا الشيخ بعصيانه للأتراك … يقول وهو سجين من قبل الأتراك حينئذ في قلعة معان جنوب الأردن:

يا بارقًا ياضى على الطار (١) حده … خلته وأنا برأس عليّه معان

يسقي الغظا والطعس من سرع رده … ويسقي رذاذًا عند عمرات (٢) عطشان

واقطاعنا وسط الفيه (٣) مسترده … مرباعهن ما بين حومل (٤) وجدعان (٥)

واللي نصاهن بالعدوة نرده … لو لبسهم لبس التوامين فرسان

الكيس من ذرب القوالم (٦) الحده … والزغت (٧) من ملح الصرابيط (٨) مليان


(١) الطار اشتقان من طور والمقصود طار جبل الطبيق إلى جهة الشرق من معان.
(٢) عمرات: من مراعي الطبيق.
(٣) الفيه: من مراعي الطبيق.
(٤) حومل.
(٥) وجدعان: علمان بن الطبيق.
(٦) القوالم: أحجار تميل إلى السمرة تستخدم كبدائل للرصاص تكثر في الطبيق والخنفة.
(٧) الرعت: جورب الملح.
(٨) الصرابيط: كتل الملح ويصنع منها البارود قديمًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>