للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي كتاب اكتشاف جزيرة العرب لجاكلين بيرين طالعنا هذا النص:

غادر غورماني أخيرًا جبل شمّر عائدا بخيله في الطريق التي كان قد سلكها من جهتها الأخرى مهنئًا نفسه بالاستقلال اللطيف الحي الذي لقيه في البقعة الواقعة تحت حكم طلال بن رشيد، وكان أعظم خطر تعرض له في رحلته ينتظره في وادي السرحان. . .، فقد كان سائرًا مع قافلة مؤلفة من مئة واثنتين وتسعين مسلحًا متوجهين إلى حوران، ولكن نفرًا من البدو من أفراد قبيلة الشرارات اتفقوا على سلب القافلة فأغاروا عليها يهزون الصفائح ويطلقون النار، ولكن القافلة بلغت المحطة بعد أن فقدت رجلين وجرح منها عشرة ونهب كل ما عندها وأصبحت في حالة يرثى لها، فوزع غورماني على من في القافلة خمس كيلًا من البلح وساعده في مداواة الجرحى الذين توفي أربعة منهم.

وهنا يتضح أن الخطر الذي يتهدد عابر وادي السرحان أكثر ما يتمثل في قبيلة الشرارات وأن الرحالة الغربيين وحتى القوافل المارة يستعينون بأدلاء من الشرارات ومعرفين لحمايتهم؛ نظرًا لاتساع رقعة مراعي هذا القبيلة كما هو الحال في جورج أوغست فالين والليدي آن بلانت وغيرهم (١)، وقد تعرضت هذه الأخيرة لهجوم ابن ضبيعان كاد أن يعرض حياتها ومن معها للخطر (٢). . .

وقد صاحب اتساع مراعي قبيلة الشرارات كثيرة في تعدد مواردهم في الطبيق ووادي السرحان والخنفة. . . ففي الطبيق نرى مغيرًا وهي من موارد هذه القبيلة، يقول الشاعر غاصب الأصوغ قبل مائة سنة تقريبًا:

يا عل مغيرا جوكم يالضباعين … تلصف على الأقطاع لما نحيلي

يعود يجيها مدلهما من العين … ردايمًا تدعى مغيرًا تسيلي

والأصوغ هنا يذكرها على اعتبار أن هذا مورد يخص بطن الضباعين من قبيلة الشرارات لقرون خلت. يقول الأصمعي ص ١٦١ في معجم البلدان: (مغره بالفتح وهو الطين الأحمر، موضع في ديار كلب. . .).


(١) انظر مجلة العرب ج ١ س ٨ - ١٣٩٣ هـ. ص ٢٤ - ٢٥ هـ والترجمة التي وردت عن كتاب شمال نجد للمستشرق ا. موزل.
(٢) رحلة في بلاد نجد - الليدي آن بلانت ص ٤٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>