للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"وذكر أن في الإبل ما هو وحشي وأنها تسكن أرض وبار، وهي غير مسكونة بالناس وتسمى الإبل الوحشية (الوحشي) ويذكرون أنها من بقايا إبل عاد وثمود (١).

ويذكر أن أحد الأعراب وضع أحد نياقه لتهجينها من إبل وحشية وله في ذلك قصة طويلة. . .، وقال إن الإبل المهرية من ذلك الجمل، وهى إبل ملأت شهرتها الآفاق، وما يزال أعراب الصحراء الكبرى بالجزائر يطلقون اسم المهرية على الإبل الجيدة وجمعها مهارى.

ويذكر العرب أن (الوحشي) الوحشية من الإبل وغيرها منسوبة إلى بلاد الجن من وراء رمل (يبرين) لا يمر بها أحد من الناس. وقيل هم من بني الجن وقيل هي فحول جن تزعم العرب أنها ضربت في نعم بني مهرة بن حيدان فنتجت النجائب المهرية من تلك الفحول الوحشية فنسبت إليها فهي لا يكاد يدركها التعب (٢).

ويقسم أهل الأخبار الإبل ثلاثة أصناف: يماني، وعرابي، وبختي. فاليماني: هو النجيب وينزل بمنزلة العتيق من الخيل. والعرابي: كالبرذون والبختي: كالبغل (٣). والإبل النجيبة لا توازى عند العرب بثمن، وتعد مقياس الثراء والجاه والغنى عند العرب (٤) وقالت العرب: الحمر من الإبل أطهرها جلدًا. والورق أطيبها لحمًا. والخور أغزرها لبنًا (٥). وقد قالت بعض العرب: الرمكاء بهياء، والحمراء صبراء، والخوارة غزراء (٦)؛ والإبل من حيث الأصالة والعرق أجناس وأصناف فيها الإبل الأصيلة التي يفتخر أصحابها بها، ويضنون على غيرها بها ولا يعطون منها لأحد؛ وفيها الإبل الرخيصة من الصنف الرديء المعدود للبيع لخساسة جنسه ولعدم نجابته، كانوا لا يبيعون الإبل النجيبة إلا عن اضطرار ويسمونها الحرائز. ذكر علماء اللغة أن الحرائز من الإبل التي تباع. وفيها المثل "لا حريز من بيع" (٧).


(١) عن المفصل للدكتور جواد علي.
(٢) نفس المصدر السابق.
(٣) نفس المصدر السابق.
(٤) نفس المصدر السابق
(٥) نفس المصدر السابق.
(٦) نفس المصدر السابق.
(٧) نفس المصدر السابق.

<<  <  ج: ص:  >  >>