للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وخير الإبل عند العرب الحمراء (١)؛ والإبل الصهباء من الإبل الجيدة الشريفة في نظر العرب، قال ابن الأعرابي: تقول: قريش الإبل صهباء وأدمها، يذهبون في ذلك إلى تشريفها على سائر الإبل وقد وضحوا ذلك بقولهم خير الإبل صهبها وحمرها فجعلوها خير الإبل (٢).

ومن المسميات القديمة لنجائب الإبل العيدية، ما يزال لها ذكر منذ القدم إلى اليوم. قال المرار بن منقذ:

ولقد تمرح بي عيدية … رسلت السوم سبتاه جر (٣)

وقال مزاحم العقيلي:

وتحتي من بنات العيد نضو … آخر بنية سير هجاج

والهجن الحمراء من المسميات المعروفة قديمًا ومن أفضل نجائب الإبل المعروفة للآن، قال مزرد:

هجانًا وحمر معطرات كأنها حص … جعي مغوه ألوانها كالمجاسد

ومن هذا الإيراد الموجز لنجائب الإبل العربية نجد أن هذا التسجيل التاريخي القديم للإبل في أشعار العرب ما زال واضحًا ومتناقلًا في شعرهم إلى هذا اليوم، فنجد أن النجيبة اليمانية من أفضل الهجن وكانت مضرب المثل في الإبل، وقد نجد حتى هذا العصر قرائن وأدلة قوية على أن النجيبة الشرارية هي من سلالة النجائب اليمانية القديمة؛ لأن للعرب اهتمامًا كبيرًا بالمحافظة على نجائب الإبل منذ القدم وإلى اليوم للظروف التي فرضتها عليهم طبيعة حياتهم البدوية. فإذا نظرنا إلى الإبل الشرارية مقارنة بإبل كلب نجد أن إبل كلب مضرب المثل وخير لذلك القصة التي أوردت للشاعر الذي امتدح الخليفة الأموي فوهبه مائة من الإبل من خير أنعم كلب (٤).


(١) عن المفصل للدكتور جواد علي.
(٢) نفس المصدر السابق.
(٣) في شرح المفضليات تحقيق علي محمد البجاوي.
(٤) انظر كتاب شمال غرب الجزيرة للعلَّامة حمد الجاسر، مجلة العرب ج س من أخبار الشرارات لأبي عبد الرحمن الظاهري.

<<  <  ج: ص:  >  >>