للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والفصائل الصغيرة، ولكن هذه المراجع - في مجموعها - تعطينا عددًا كبيرًا من هذه البطون الهُذَلية.

ويستطيع الباحث - على أساس من المصادر الأصيلة - أن يرد هذه الأشتات من البطون والعشائر الهُذَلية كلا إلى أصله، ويبعد بها - كما رأينا - عما عساه أن يجده القارئ فيها من شبهة التشويش والاضطراب والخلاف، فالحق أن معظم هذه البطون يرجع بعضها إلى بعض في صورة هينة سهلة لا غموض فيها، ولا التواء، فهي تنتهي إلى بطون أكبر منها، ثم تنتهي هذه وتلك إلى عمائر كبرى تدلي بنسبها رأسًا إلى هُذَيْل الجد الأكبر لهذه القبيلة الأم.

ومع هذا، فإحقاقًا للحق، نقرر أن هذا الخلاف حول هذا الموضوع لم تسلم منه المراجع المذكورة بصورة قاطعة، شأنها في ذلك هو الشأن في كثير من مسائل التاريخ القديم، الذي لم يؤت هؤلاء العلماء أداة تحقيقه، والوصول دائمًا إلى وجه الحق فيه.

ومن أمثلة ذلك ما نجده من خلاف حول بعض البطون الهذلية الكبرى مثل لحيان، ونسبتها إلى هُذيل على أساس من قرابة الدم ولحمة النسب، أو على مجرد الحلف والجوار والولاء، فقد تضافرت أغلب كتب الأخبار والأنساب، وسائر المراجع القديمة على نسبتها إلى هُذَيْل عن طريق النسب لا عن طريق الجوار، فقد ذكرت هذه المصادر أن لهذيل ولدين من صلبه هما لحيان وسعد كما سبق أن مرّ بنا، ولا نكاد نجد خلافًا في هذا بين قدمائنا إلا ما أورده الهمداني من أنهم كانوا من بقايا جرهم، ودخلوا في هُذَيْل (١) أو أنهم من بقايا العماليق الذين هلكوا بتهامة، وحالفوا هُذَيلًا (٢).


(١) انظر تاج العروس (١٠/ ٣٢٤)، تاريخ العرب قبل الإسلام ٣/ ٤٢٩.
(٢) معجم قبائل العرب ٣/ ١٠١٠ - محادثة أهل الأدب بأخبار وأنساب جاهلية العرب ص ٨٤ - المنجد ص ٤٦٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>