للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وأغلب من كتبوا في الأنساب من المحدثين لم يخالفوا جمهرة القدامى في هذا النسب وإن كان قد خالف أولئك وهؤلاء فيما اتجهوا إليه الدكتور/ جواد علي حيث اعتبر بني لحيان هؤلاء من بقايا دولة اللحيانيين القديمة ذات الآثار والنقوش اللحيانية المعروفة. وأنهم بعد ضعفهم وسقوط مملكتهم، وضغط القبائل عليهم اضطروا إلى الانتقال من مواطنهم الأصلية في منطقة العلا ومدائن صالح، والاتجاه نحو الجنوب حيث اختلطوا بغيرهم، وقد كانوا قبل الإسلام في هُذَيْل؛ ولهذا عدهم النسابون من بطونها (١).

ولعل الرجل متأثر في هذا برأي المستشرقين، ذلك الرأي الذي لو دلت الدلائل العلمية يقينًا، أو ظنًا على ثبوته وصحته لسلمنا به دون شك أو مراء، ولكن أغلب الظن أنه رأي أوحى به الاشتراك في الاسم بين بني لحيان هؤلاء، وبين أولئك اللحيانيين الغابرين.

والحق أن بني لحيان الهُذَليين هم - فيما أرى - من هذيل لحمًا ودمًا، وهم غير اللحيانيين القدامى ذوي التاريخ العريق المعروف، فلم يقل أحد بأن الاشتراك في الأسماء يصلح أساسًا لإطلاق الأحكام في القضايا العلمية، فكثيرًا ما نجد أن الأسماء تكرر نفسها بين الأشخاص والقبائل العربية، فمثلًا في العرب سعود كثيرة منها: سعد تميم، وسعد هذيل، وسعد قيس، وسعد بكر (٢)، وفيهم موازن كثيرة منها: مازن تميم، ومازن قيس، ومازن اليمن، ومازن ربيعة (٣)، وهناك تميم القبيلة المعروفة، وتميم أخرى بطن من هُذَيْل، وبنو مخزوم في قريش، وغيرها في هُذَيْل. . وهكذا. بل إنا نجد أن كثيرًا من أسماء الأعلام في العربية القديمة شائعة


(١) تاريخ الحرب قبل الإسلام ص ٤٢٩.
(٢) الجمهرة (د س ع) ٢/ ٢٦٢ - الصحاح (سعد).
(٣) شرح شواهد بن عقيل ص ١١٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>