للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الاستعمال عند العرب في الجاهلية، ومن أمثلة ذلك: حفني، وعلي، وعبد الله، والنادي، والسعد، وعفراء. ثم أنه يوجد كثير من هذه الأعلام العربية في النقوش السبئية، والثمودية، ومن يتابع هذه النقوش القديمة في النمارة، وفي منطقة العلا يجد كثيرًا من هذا التكرار في الأسماء (١).

ومن حقنا ألا نذهب بعيدًا فكثير من أسماء الأشخاص والعائلات اليوم مكرر بين الناس إلى حد كبير، فهم يسمون - عن قصد أو غير قصد - أسماء متشابهة أو متماثلة، وقد يتم هذا تيمنًا بأسماء، أو تشبهًا بعظماء، وهذا مسلك الناس دائمًا في كل زمان ومكان.

ثم إن علم الأنساب كان يعتزّ به العرب اعتزازًا بالغًا، ولهم نسابون قد اشتهر بعضهم بالحفظ والضبط، فكيف يخفي عليهم أمر لحيان وقد دخلت في هُذَيْل كما يقول الهمداني، وصاحب صحيح الأخبار من القدامى (٢)، أو فيما يقول الدكتور جواد علي حين يقرر أنه قد تم ذلك قبيل الإسلام (أي قبله بزمن يسير) - كيف يخفى عليهم ذلك؟ وهذا حسان بن ثابت يهجو هُذَيْلًا لأن منها لحيان إثر غدرهم بأهل الرجيع كما سبق أن أشرنا - وحسان مخضرم عاش ردحًا طويلًا من عمره في الجاهلية، فكيف يخفى عليه أمر هؤلاء؟ ثم كان معه أبو بكر من وراء هجائه، وقد كان من أعلم الناس بالأنساب كما هو معلوم.

هذا، وثمة إشارات أوردها الرواة تفيد أن لحيان من هُذَيْل وليسوا بجيران لها أو لإحدى بطونها، بل قد تصرح تصريحًا بأن لحيان هذا هو لحيان بن هُذَيْل (٣).


(١) اسرائيل ولفنسون: تاريخ اللغات السامية ص ٨٠.
(٢) صحيح الأخبار ٢/ ١٨٦.
(٣) شرح أشعار الهذليين (تحقيق فراج) ٢/ ٨١٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>