للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وكذلك شعر معقل بن خويلد السهمي الهذلي صريح في تقرير نسب لحيان حين يقول:

تقول سُلَيْم سالمونا وحاربوا … هُذَيْلًا ولم تطمع بذلك مطمعا

فأما بنو لحيان فاعلم بأنهم … بنو عمنا من يرمهم يرمنا معا (١)

ومن الأدلة القاطعة في نسبة لحيان إلى هُذَيْل نسبة تقوم على الدم لا على الجوار تلك المفاخرة والمهاجاة التي ثارت بين عمرو بن هُميل اللحياني، وعمرو بن جنادة الخزاعي، وفيها يقول عمرو بن هميل مُندّدًا بصاحبه في فخر واعتزاز:

فإن بيوتنا شم طوال … وبيتك لا يُظل ولا يُبيت

وإنا نحن أقدم منك عزًا … إذا بنيت بمخلفة البيوت

خزيمة عمنا وأبي هُذَيْل … وكلهمُ إلى عز وليت

ويمنعك الولاء وأنت عبد … وأمنع حيث كنت إذا لقيت

أبَى لي صارخ كالسيل نهد … وعز لا يزول لنا ثبيت (٢)

فهذا كلام واضح صريح في أن أباه وجدَّه الأكبر هو هُذَيْل بن مدركة، وأن عمه هو خزيمة بن مدركة، وأنه يستمد من هؤلاء العز، والمنعة، والسؤدد، والفخار.

هذا وقد نسب الجمحي بني كاهل أيضًا إلى هُذَيْل نسبة الحلف والولاء، لا نسبة القرابة والنسب، وجعل كاهلًا أخا ثقيف (٣)، وعلى هذا نجد في بعض المراجع أن عمرا ذا الكلب - وهو من رجالات كاهل - كان جارًا لهذيل (٤)، ولم تعده هذه المراجع من هُذَيْل دمًا ونسبًا. ومعنى هذا أن الشك سيحوم حول نسب


(١) المرجع السابق ٢/ ٣٧٥.
(٢) شرح أشعار الهذليين (تحقيق فراج) ٢/ ٨٨٢.
(٣) المرجع السابق ١/ ٢٣٧.
(٤) ديوان الهذليين. القسم الثالث ص ١١٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>