للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

جميع الفروع التي تدلي إلى هُذَيْل بكاهل هذا مثل بني صبح، وبني زليفة، وبني صاهلة، وبني كعب، وبني مخزوم (مخزوم هُذَيْل)، وجميع من ينسبون إلى هؤلاء من بطون كاهل ورجالها.

ولكن يبدو أن كاهلًا من أحفاد هُذَيْل صليبة، وليس مجرد حليف أو جار للهذليين، فإن أغلب الكتب التي كتبت في الأنساب وغيرها تقرر ذلك النسب لكاهل ومن يلونه من أبناء وأحفاد. ثم إن القلة القليلة من المراجع التي تقول بهذه المحالفة، أو هذا الجوار ذكرت ذلك مبهمًا، ولم تنسب كاهلًا من جهة النسب إلى قبيل آخر غير هُذَيْل نسبة صحيحة، وهذا يثير الشك فيما ذكر بشأن هذا النسب، ويقوي الاحتمال الآخر، وهو اعتبار كاهل وبطونها من صميم هذيل.

هذا وعمرو ذو الكلب - الذي أشعرنا إلى أنه أحد رجالات كاهل - لا تحس في شعره هو الآخر أثرًا لهذا الجوار المزعوم، فليس في هذا الشعر تابعًا ولا جارًا ولا حليفًا لهذيل، وإنما هو يتسنم الذروة في قومه من هذيل، ويتقدم فتيانهم في غاراتهم:

فإما تثقفوني فاقتلوني … وإن أثقف فسوف ترون بالي

فأبرح غازيًا أهدي رعيلا … أؤم سواد طود ذي نجال

بفتيان عمارط من هذيل … همُ ينفون آناس الحلال

فهذا ثم قد علموا مكاني … إذا اختضبت من العلق العوالي (١)

وهذه أخته جنوب تقول في رثائه ما لا يقال إلا في سيد جحجاح (*) من سادات قومه:

فأقسم يا عمرو لو نبهاك … إذن نبّها منك داء عضالا


(١) ديوان الهذليين: القسم الثالث ص ١١٤ وما بعدها.
(*) الجحجح من الرجال: السيد.

<<  <  ج: ص:  >  >>