للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

إذن نبّها غير رعديدة … ولا طائش رعش حين صالا

إذن نبّها ليث عِرّيسة … مفيدًا مفيتًا نفوسًا ومالا

إذن نبها واسعًا ذرعه … جميع السالح جليدًا بُسالا

هزبرا فروسًا لأقرانه … أبيًا إذا صاول القِرن صالا

وقد علم الضيف والمرملون … إذا أغبر أفق وهبت شمالا

وخلّت عن أولادها المرضعات … فلم تر عين لمزن بلالا

بأنك كنت الربيع المَريع … وكنت لمن يعتفيك الثمالا (١)

ثم نراها تقول في هذا البكاء، وذلك الرثاء:

أبلغ بني كاهل عني مغلغلة … والقوم من دونهم سعيا ومركوب

أبلغ هذيلًا وأبلغ من يبلغها … عني رسولًا وبعض القول تكذيب

بأن ذا الكلب عمرًا خيرهم حسبا … ببطن شِريان يعوي حوله الذيب (٢)

ومن هذا كله يمكن أن نستنتج - مطمئنين - أن عمرًا ذا الكلب هذا ليس للهذليين مجرد جار أو حليف بل هو هذلي في أصله ودمه، ثم هو في السنام والذروة من قومه هذيل، ومن أفضلهم في الحسب والنسب والجاه.

وهكذا نستطيع - بعد ما قدمنا - أن نرتاح إلى ما نقول به من إثبات ذلكم النسب الهذلي لكاهل، وما ينتسب إليه من عشائر هُذَيْل وبطونها، أو من ينتمي إليه من رجالات هذه العشائر والبطون.

هذا إلى أن تلك القلة القليلة من المراجع التي تجنح إلى القول باستبعاد نسبة هذا البطن إلى هُذَيْل إلا عن طريق الحلف أو الجوار - تلقي القول على عواهنه،


(١) المرجع السابق ص ١٢١ - ١٢٣.
(٢) ديوان الهذليين: القسم الثالث ص ١٢٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>