للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ولا تسلك في ذلك مسلكًا علميًا يؤدي بها إلى الحقيقة، ويسْلمها إلى الرأي الصحيح، بل تسوق ذلك في إبهام لم تتجشم معه أن تنسب كاهلًا إلى قبيلة أخرى غير هذيل نسبة صحيحة، وهذا مما يثير الشك فيما يقولون به من حلف أو جوار، ويزكي الاحتمال الآخر الذي قررناه من اعتبار كاهل وبطونه من صميم هُذَيْل.

وثمة رأي - مرجوح هو الآخر في نظرنا - ينسب عمرًا هذا إلى لحيان (١)، وعلى أساس من الخلاف الذي سبقت الإشارة إليه في نسب لحيان يعتبرونه من هذه الناحية أيضًا جارًا لهذيل. وقد سبق لي أن فندت ذلك الرأي الذي يقوم عليه هذا الاحتمال.

ومن قبيل الخلاف أن يكون بعض البطون أصلًا من غير هُذَيْل، فينسبها بعض المراجع إلى هُذَيْل وهمًا منها، واعتمادًا على مجرد مجيئها على لسان شعراء هُذَيْل من غير تحقيق أو تمحيص، فقد أورد الزَّبيدي (٢) أن ذؤيبة قبيلة من هُذَيْل، وأتبع ذلك قولَ الشاعر الهذلي (أبي خراش):

غدونا غدوة لا شك فيها … فخلناهم ذؤيبة أو حبيبا

والحق أن ذؤيبة هذه من هوازن، ويقرر ذلك أبو سعيد السكري في شرح هذا البيت من شعر أبي خراش، فهو يقول في ثنايا ما أورده من كلام: "ذؤيبة وحبيب حيّان من عجز هوازن" (٢).

ومن هذا النحو من الخلاف تقريبًا ما ثار حول جُعثمة التي ينسب إليها بعض الغسيّ، فقد ورد في ديوان الهذليين أنها من هُذَيْل (٣)، وفي القاموس: "جعثمة


(١) شرح أشعار الهذليين (تحقيق فراج) ٢/ ٥٦٥.
(٢) تاج العروس (ذأب).
(٣) ديوان الهذليين: القسم الأول ص ٨٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>