للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"ضرغاء" كانت بعد الإسلام ذات قصور ومنبر وحصون، وتشترك فيها هُذَيْل وعامر بن صعصعة (١)، ويذكر البكري في معجمه، وينقل عنه البغدادي في خزانته أنها غير ضَرْغد التي قال إنها هي الأخرى لهذيل، وبني غاضرة، وبني عامر بن صعصعة (٢)، ويمتد شمنصير نحو الجنوب حتى يجاوره جبل صغير يقال له ضُعاضِع، وعنده سد كبير يجتمع فيه الماء (٣)، وبه قرى صغيرة لسعد ومسروح، وفي سعد هذه نشأ النبي - صلى الله عليه وسلم -، وهُذَيْل وفَهْم تجاوران سعدًا في هذا المكان (٤).

وجبال السراة سواء ما كان منها في الجنوب، والجنوب الشرقي متصلًا بالطائف وعرفة وما حولها، أو ما كان منها في الشمال بين مكة والمدينة - كلها تخترقها الأودية والشعاب ومسايل الماء التي نجد بعضها في سفوحها الشرقية المواجهة لنجد، وأكثرها في سفوحها الغربية المواجهة للبحر (٥).

وفي جنوب مكة، وجنوبها الشرقي، وهو سراة هذيل الجنوبية نجد من هذه الأودية النَّخب، وقد رواه ياقوت عن السَّكّوني بفتح النون وكسر الخاء، وعن الأخفش بفتحهما، وقال إنه واد بأرض هُذَيْل بينه وبين الطائف ساعة، فهو واد بناحية الطائف، والخارج من الطائف من جهتها الشمالية يبدو له هذا الوادي أول ما تتراءى له باديتها (٦)، وقد مرّ به الرسول - صلى الله عليه وسلم - في طريقه إلى الطائف قبل الهجرة يدعو ثقيفًا إلى الإسلام (٧)، ومن المأثور أن هذا الوادي هو وادي النمل (٨) الذي ذكره القرآن الكريم في قصة سليمان عليه السلام (٩).


(١) معجم البلدان ٥/ ٤٢٨.
(٢) معجم ما استعجم ٣/ ٨٥٨.
(٣) معجم البلدان ٥/ ٤٣٥.
(٤) معجم ما استعجم ٢/ ٨١٠.
(٥) معجم البلدان ٨/ ٢٧٢، ٢٧٣.
(٦) في منزل الوحي ٣٥٦، ٣٥٧.
(٧) معجم البلدان ٨/ ٢٧٢.
(٨) في منزل الوحي ص ٣٥٦.
(٩) انظر سورة النمل (٢٧) الآيتان ١٨، ١٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>