للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أما نخلة الشامية فتقع إلى الشمال من نخلة اليمانية. ولعل سرية عبد الله بن جحش - حين قدم إلى نخلة (١)، ليترصد بها قريشًا، ويكون عينًا للمسلمين عليهم - كانت مهمتها هذه في نخلة الشامية؛ فهي أقرب هاتين النخلتين إلى مكة والمدينة معًا.

وتأتي سيول نخلة الشامية هذه من ذات عرق ميقات حجاج العراق التي درَست، وفي مكانها اليوم "الضَّريبة" التي يحرم منها حجاج العراق الآن (٢).

والجبال الواقعة في أعالي نخلة الشامية بذات عرق، وما يقاربها هي من بلاد نصر بن معاوية من هوازن، ويشاركهم فيها غطفان، وبنو نصر وغطفان أبناء عمومة ينتمون إلى قيس عيلان (٣). ويجاورهم في أعلى نخلة الشامية هذه أبناء عمومتهم من بني سعد بن بكر من هوازن الذين كانوا أظآرًا للنبي - صلى الله عليه وسلم - (٤). وبعض بني سعد هولاء كانوا جيرانًا لبني سهم من هُذَيْل (٥).

ويسكن في نواحي نخلة الشامية من هُذَيْل أيضًا بنو معاوية (٦) ويؤكد ذلك شعر صخر الغي من شعراء هُذَيْل إذ يقول:

لو أن أصحابي بنو معاوية … أهل جُنوب نخلة الشآمية

ما تركوني للكلاب العاوية … ولا لبرذون أغر الناصية (٧)

ثم إن مالك بن عوف النصري، وهو - كما مرّ - من جيران هُذَيْل، قد أغار على بني معاوية هؤلاء في هذه الأماكن، ولأبي ذؤيب شعر قاله في هذه المناسبة (٨). ومالك بن عوف هذا كان قائد هوازن يوم حُنين، وقد أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - بهدم حصن له، وهو في طريقه إلى الطائف.


(١) صحيح الأخبار ١/ ٣٥.
(٢) في منزل الوحي ص ٦٨٢.
(٣) تاج العروس (قيس).
(٤) معجم البلدان ٨/ ٢٧٥.
(٥) البقية ص ٥٤.
(٦) شرح أشعار الهذليين (مخطوط) ٣١.
(٧) ديوان الهذليين: القسم الثاني ص ٢٣٦.
(٨) ديوان الهذليين: القسم الأول ص ١٦٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>