للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وهذه القبائل العربية في مجموعها لم تكن - في أول أمرها - لتُبعد في الريف المصري وقراه للإقامة الدائمة، فقد كان ذلك أمرًا محظورًا على هؤلاء المحاربين من العرب الفاتحين؛ حتى لا يذوبوا في غيرهم، ولا يركنوا إلى الدعة والهدوء، فيفقدوا خصائص المحاربين الشجعان.

ولكن بمرور الأيام، وتتابع الأجيال صار هؤلاء العرب من أهل مصر لحمًا ودمًا بعد أن نزلوا في الأقاليم المختلفة، وأقاموا فيها، وامتزجوا بأهلها. ويذكر المقريزي أن الهذليين كانوا ينزلون في أخميم، وفي طوخ دلكة (١). ويقول صاحب معجم قبائل العرب إنهم "نزلوا بطوخ الجبل من إخميم بالديار المصرية" (٢).

ومع هذا نجد أن بعض الهذليين كانوا ينزلون بجهات قنا وقوص، ومنهم بعض العلماء، والنابهين من الحكام من أمثال الحسين بن رضوان بن هبة الله. . . الهذلي الذي كان يلقب بفخر الدين القنائي، وكان حاكمًا بقنا، ومن العلماء الممتازين في القرن السابع الهجري (٣).

ومنهم محمد بن إبراهيم المعروف بابن صالح الهذلي القنائي الذي كان يلقب بالصدر، وكان من المحدثين الذين سمعوا من أبي الفتح القشيري وغيره، وكان من أثرياء قنا المعروفين بالبذل والسخاء، وتولى الحكم في بلده مدة، ثم تركه ليفرغ لشئونه الخاصة (٤).


(١) المقريزي: الخطط ١/ ٢٩٨.
(٢) عمر رضا كحالة: معجم قبائل العرب القديمة والحديثة ٣/ ١٢١٣.
(٣) الإدفوي: الطالع السعيد ص ١١٦.
(٤) المرجع السابق ص ٢٦٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>