ومن معهم ما أصابهم، أن ينتهز هذه الفرصة، فيصول على العوازم الذين أصبحوا على مقربة منه. فجمع جميع ما لديه من قوة وسار بأهله معه، وكذلك فعل العُجمان، حتى أناخوا أمام العوازم، فأقاموا يومين والخيل تكر بين الفريقين، وفي صباح السبت، الثاني من جمادى الأولى، انقسم الأشقياء قسمين، فكان العُجمان قسمًا، وكانت مُطير القسم الآخر، وقد بدأ العُجمان بالهجوم، فكرّ عليهم العوازم بسرعة شديدة، حتى أزاحوهم من أماكنهم، وأعملوا فيهم الذبح والقتل.
وكانت مُطير تنتهز فرصة كر العوازم على العُجمان لتهاجمهم من خلفهم، ولكن العوازم جعلوا قوة تحميهم من ورائهم، فاشتد القتال بين مُطير والقوة الخلفية، ودام إلى أن انهزم العُجمان، وعاد العوازم فأطبقوا على مُطير، وما هي إلا مدة قصيرة حتى ولَّت مُطير الأدبار لا تلوي على شيء.
وعاد العوازم برايات المنهزمين وغنموا جميع أموالهم، وقد دخلت نساء المنهزمين على العوازم لاجئات .. وظل العوازم ثلاثة أيام يتعقبون فلول المنهزمين وهم يعملون فيهم النار ويجمعون ما تركوا من أنعام (انتهى).
قلت: وصفات العوازم هي صفات بني كلاب في الشجاعة.
وفي ص ٣١٦ ذكر عن العوازم قائلًا:
أما العصاة من مُطير والعُجمان ومن التف حولهم في حدود العراق والكويت، فإن الشيطان قد نفخ في أنوفهم، فقاموا بغزوتين على العوازم، وقد كسرت فيها شوكة المعتدين وقتل رجالهم وأخذت فيها أموالهم. وكنت قاصمة الظهر وقعة أم أرضمة التي قتل فيها ولد فيصل الدويش (من مُطير)، وقتل سلة الحرب من مُطير والعُجمان، فأصبح العُصاة في تك الجهات في أسوأ حال، لا يملكون بعد هذا الخسران حولًا ولا طولًا.