وياما حفرنا بنجد من زين عقله … يجي جمّها من مفرق الضلع
ويمعن الشاعر في مفاخر قبيلته ومدى سطوته حيث يقول:
والضدّ ناخذ بالمرابيع شاته … ونحطها لجبر بن جامع ذبايح
والضدّ الآخر يطلب الصلح منا … ونعطيه مشعابٍ ورا البيت طايح.
وهناك أشعار أخرى كثيرة تسير على هذا المنوال يطول بنا الاستطراد في شرحها وإيرادها.
وحينما نلقي نظرة على تلك الأماكن والمواطن التي عاش فيها العوازم قبل النزوح نجد أنها خضعت خلال القرون الماضية لعدة قبائل .. إذ ليست وقفًا على أحد، وكلما أتت قبيلة بقوة جديدة سيطرت على هذه الربوع وحلت محل القبيلة التي سبقتها، وربما أجلتها كليًا عن البقاء نتيجة للمضايقة والتسلط والمنافسة، وبالمثل فإن القرون الأربعة الماضية شهدت صراع قبائل كثيرة، فهناك (بنو هلال) في قلب الجزيرة العربية، وقصة نزوحهم وتفرقهم مشهورة ومعروفة، ثم جاءت بعدها قبيلة بنو لام (طيئ) في أواخر القرن التاسع الهجري ومعظم القرن العاشر، ثم جاءت عَنَزة وسيطرت على معظم نجد طيلة القرن الحادي عشر، وجاءت بعدهم قبيلة مُطير في القرن الثاني عشر فاتسع نفوذها وتصارعت مع عنزة حتى تمكنت من إجلائها إلى شمال الجزيرة، وامتد الصراع إلى أواخر القرن الثاني عشر، وبعد زمن جاء وافد جديد هو قبيلة قحطان حيث تنازعت مع مُطير فتغلبت عليها واشتهر