ونعود إلى قول العبيّد فأضاف: ومما ينسب إلى الشاعر الخلاوى قوله عندما داهم العوازم المنطقة بمواشيهم:
ألا يا ليالٍ بالسحامي مضى لي … اطرد فروق الصيد ما من عوازم
والعوازم متجانسو الخصال سواء منهم الذين في المنطقة أو الكويت أو في عالية نجد، ولا يوجد أي غموض في علاقاتهم الاجتماعية أو في لهجتهم، وإن كانت لهجتهم في المنطقة الشرقية لا تكاد تتضح جليًا بسبب امتزاجهم واختلاطهم بجيرانهم من القبائل الأخرى كبني خالد والهواجر، رغم شعور المستمع لهم بأن لديهم لهجة خاصة تميزهم.
والعوازم في الكويت يمثلون أغلبية ساحقة لتجمعات العوازم في جميع أنحاء الجزيرة العربية، ولقد كانت لهم في الكويت صولات وجولات في عهد الشيخ مبارك الصباح حسب مرويّات من عاصروهم إذ ذاك [تولى الإمارة في ٢٥ ذي القعدة سنة ١٣١٣ هـ/ ١٨٩٦ م].
والعوازم أصحاب دين ومراعاة لتقاليد العربية يشعر بذلك كل من يخالطهم، وقد نشأوا على ذلك في ديارهم بالمنطقة الشرقية وفي الهِجَر التي ظهرت فيها تعاليم شيخ الإسلام المجدد محمد بن عبد الوهاب، حيث تلقفها العوازم بروح سمحة شأنهم في ذلك شأن القبائل الأخرى التي أقيمت فيها المستعمرات (١).
أما مركز المرأة عند العوازم فهو لا يختلف عن مركزها لدى القبائل الأخرى، وتكاد المرأة لديهم تشترك مع الرجل في أعماله حين يتجول في الصحراء، وحتى في حروبهم تسهم بإثارة النخوة فيهم ودفعهم إلى القتال.
(١) لتفصيل هِجَر العوازم راجع تاريخ نجد للألوسي ص ١٣٥ طبعة مصر.