للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولقد كان العوازم في مرابع تجوالهم ينتقلون من جهة إلى أخرى طلبًا للكلأ والمرعى الحسن، ولكنهم اليوم يميلون إلى الاستقرار، في حين وصفوا في السنوات التي تلت مطلع هذا القرن بأنهم جماعات (١) تنتقل إلى المراعي، ويصفهم جيمس ماندفل بأنهم نصف رُحَّل، كما يصف بيوتهم المتواضعة المبنية من الحجر والطين في ثاج بأنها مقرات صيفية لأفراد من الملاعبة والمساحمة - من أفخاذ العوازم - كما يضيف البحاثة الأميركي قوله: إلا أن معظم العوازم يقضون الفصل الممطر (٣ أنج سنويًا) في رعي القطعان فيما يسمى - بالسودة - الواقعة وراء الردايف في الشمال الشرقي تجاه الكويت، ويضيف بأن هؤلاء يعودون للمياه في أول الصيف وعندما يغادرونها في فصل الشتاء يتركون ما يصعب حمله من ممتلكاتهم وأغذيتهم كأكياس الحبوب والتمر المكبوس (٢).

ويشير ديكسون إلى قبيلة العوازم بقوله: تشتهر قبيلة العوازم بإبلها وغنمها الممتازة التي يربونها، ويقال بأن لديهم حوالي ١٠٠،٠٠٠ جمل، ٢٥٠،٠٠٠ من الأغنام، وللقبيلة شهرة حسنة في الحرب الدفاعية، ولكنها لا تعتبر ذات فائدة في الهجوم ولربما أن ذلك يرجع إلى أنه ليس لديهم خيل (٣) ولأنهم محصورون في منطقة معينة على الشاطئ (٤).

قلت: وقول ديكسون هنا يفتقد الصحة، فالعوازم يملكون الخيول الأصيلة وقد خاضوا معارك ضارية على صهواتها، وسنذكر في موضعه عن أسماء خيولهم ومرابطهم.


(١) الصحيح أنهم عشائر وليسوا جماعات.
(٢) راجع مجلة العرب جزء ٧ السنة الثانية محرم ١٢٨٨ هـ.
(٣) الثابت أن العوازم كانوا يملكون أكثر من أربعمائة فرس اشتركت في حروبهم وآخرها في معركة نقير.
(٤) عربي الصحراء لديكسون - ملاحظات عامة ص ٥٧٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>