ومما يذكر أنه حينما اتجه ابن الرشيد لغزو الكويت رغب في التقوي بالقبائل التي يمر بها، وحينما استشار أحد مرافقيه ويدعى مبارك العذبي عن قبيلة العوازم ومدى قوتهم قال له:(إنك أقوى منهم ولكنك ستخسر الكثير من قومك) فعدل عن ذلك .. واغتنم الفرصة أحد مرافقيه المعهود له بقيادة بعض الجيش من شيوخ شمّر ويدعى حسين بن عجل، فغزى العوازم فلم يكن النصر حليفه، ولاقى حتفه في هذه الواقعة التي سجلها العوازم في شعرهم المتأخر.
كما اصطدم العوازم ببعض القبائل التي تقيم في هذه الربوع أيضًا، شأنهم في ذلك شأن القبائل الأخرى، التي يتكرر الصراع والنزاع فيما بينها بسبب مناطق الرعي، وبسبب حب السيطرة التي كانت تسود الصحراء في الأعوام المنصرمة حيث يكون الضعيف لقمة سائغة للقوي.
وقد اشترك العوازم بحكم إقامتهم في الكويت في معظم المعارك التي دارت مثل وقعة "الرقة" و"جولبن" و"هديّة" و"حَمَض" و"الجهراء"، وفي وقعة "الصريف" كان أمير العوازم سعود بن جامع، كما كان قائدهم في معركة الجهراء مبارك بن دريع أمير الصوابر.
وأسهم العوازم في ميدان الإدارة في الكويت، ويعرف منهم مرزوق راشد الطحيح الذي شغل منصب مدير الجمارك البرية مدة تزيد على أربعين سنة، وكذلك ناصر بن دوّاس. وبعد الاستقلال ودخول الحياة النيابية إلى الكويت حصل العوازم على مقعدين في دورة المجلس التأسيسي من أصل عشرين مقعدًا، وفي الدورة الأولى لمجلس الأمة حصلوا على ستة مقاعد من أصل خمسين مقعدًا، وفي الثانية حصلوا على تسعة مقاعد، وفي الثالثة حصلوا على خمسة مقاعد (١).
(١) ولمعرفة أسماء الأعضاء من القبيلة يمكن الرجوع إلى الموسوعة الكويتية للأستاذ/ حمد محمد السعيدان - الكويت ١٩٧٠ م.