وفي ص ٥٩ تحت عنوان: جيرانها وما خالطها من القبائل قال العبيّد:
ومن القبائل التي جاورت العوازم في منازلهم بنو خالد ومُطير والعجمان وبنو هاجر، ويشترك العوازم وخاصة مع قبيلة بني خالد أثناء الحرب والشدة، وتشدهم معها روابط متينة حتى لا يستطيع المرء أن يفرق بينهما في الجوار والمشاركة.
كما يشتركون مع العجمان بحكم صلة الجوار أكثر من غيرهم رغم العداء التقليدي الذي بدت آثاره تمحى بعد تطور مفاهيم البادية.
وقد اشترك العوازم مع العُجمان في عدة وقعات ضد قبائل أخرى ومنها وقعة "الوفراء" ووقعة "جُذام" في الحبل ووقعة "منيصفة" بطرف عتيق واسمه (عتيد) ووقعة قبورا الواقعة في الحبل.
أما الخلاف بين العوازم والعُجمان فقد ظهر جليًّا في مطلع هذا القرن بسبب نزعة السيطرة على مناطق الرعي والتي كانت تسود البادية جميعًا، وأشد الوقعات التي حصلت بينهما وقعة "مريخ" ووقعة "رضى" ووقعة "نقير".
ويعتبر العوازم قبيلة حرب في مقدمة القبائل التي يميلون إليها ويرتبطون معها بروابط متينة، بحيث إن أيًّا منهما لا يطمع في الآخر مهما كانت الظروف، وهذا ما يستدل به على صلة النسب بينهما.
- قلت: والصحيح أن بعض فروع العوازم يرجع بنسبه إلى بني علي (١) من حرب وليس كل العوازم، ويجدر بنا أن نذكر ما قاله العبيّد عن هذه الرابطة بين العوازم وحرب في ص ٣٦ من كتابه.
(١) بنو علي من حصن بن علَّاق بن عوف بن بهثة بن سُليم إخوة هوازن وقد انضموا لحرب في القرن الثامن الهجري.