وعند توحيد المملكة العربية السعودية وصدور مشروع الملك عبد العزيز - رحمه الله - لتوطين البادية، طلب شيوخ العوازم وهم (عايد المصبِّح، وولمان عُقلا العودة، وبخيت الحمود) من الأمير عبد العزيز السديري - رحمه الله - أن يتم توطينهم في قرية جماجم حيث هناك الماء القديم لهم، وتمت الموافقة على ذلك.
وقال عبد الله النوّاق الشراري (١) يذكر العوازم:
"مورد جماجم الذي يسكنه العوازم .. ومعروف أن سكنى العوازم لجماجم كان بأمر من أمير منطقة القريات الأسبق الأمير/ عبد العزيز الأحمد السديري - رحمه الله - والشرارات ليست آسفة على جيرة هؤلاء .. فهم مثال الأخلاق الفاضلة وحسن الجوار .. "(انتهى).
- قلت: وقد زرت قرية جماجم بوادي السرحان في صيف ١٤١٦ هـ بدعوة من الأخ الكريم/ مزّكي عايد المصبّح، وقابلني بشيخ العطاونة أخيه محمد عايد المصبّح، وشاهدت مزارع ومساكن العوازم في هجرتهم الفريدة في وسط ديار قبيلة الشرارات الغنية بمزارع ضخمة تمتد قرابة المائتين وخمسين كيلو مترًا في وادي السرحان أو وادي النعيم، وحقًّا فهو من نعيم الله سبحانه وتعالى على البادية في شمال المملكة العربية السعودية.
وقد أُستقبلت من العوازم بكل حفاوة، وكان دليلي للعوازم في الشمال الأخ مزّكي الذي اصطحبني إلى منزله في مدينة القريات (قريات الملح)، وقد غادرت منها إلى جولات ميدانية أخرى على القبائل العربية في شمال المملكة.
(١) في كتاب الشرارات (بنو كلب) طبع عام ١٩٩٤ م - مؤسسة الرسالة - بيروت.