للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأمسوا عشا للسبع وارقط الريش حام … والوادي مليناه روس وجثث المعادي

شافوا فعل ساعته بألف عام … يشوفه كل اللي علينا يتعدى

وبندحوا بيتوهم قالوا عوازم … العدا ماله عندنا إلا كسر هامته

نعوق الضد يوم اللقا والزحام … عاداتنا من يوم الله عليها نشانا

علينا بالمجد علو النجم عن الرغام … وأختم قولي بصلاتي على المشرف محمد بدر التمام

مما جعل القبيلتين (١) تتفقان على عدم التدخل في شئون البدو حرصا منهما على علاقتهما التي لا يصح أن تتدهور بسبب البدو الذين إن كانوا جيرانهم اليوم. فغدًا في مكان آخر وراء المرعى أينما كان. انسل ظاعن بأخيه تاركًا العوازم واتجها شمالًا نحو المنيا وما والاها حيث القبائل هناك كالحويطات والمعازة والأشراف وغيرها من القبائل وجعل يستنفرهم ويستنجدهم محرضًا إياهم على العوازم قائلا: أنتم تعيشون على السلب والنهب وأموال عوازم تملأ السهل والجبل ومالها رعيان فخرج معه من تلك القبائل خلق كثير والكل يطمع في الثراء ويمني نفسه في كرائم. فصبحوا العوازم بعد أيام في حجازة فلم يجدوا واحدًا منهم ووجدوا شيخًا كبيرًا يُدعى مبارك وحفيده الذي كان مُعرسا جديدًا فذبحوهما (ذبح الشاة) واستاقوا الإبل واتجهوا شمال عبر وادي قنا بحيرون الهوينى وهم مطمئنون أن العوازم في الحملة، وحتى لو لحقوا بهم. ماذا يفعل هؤلاء البضعة والثلاثون رجلا مع هذا الجمع الغفير، فبذلك شهد المعيتري ما حل بجيرانه العوازم فآلى على نفسه أن يُفزع العوازم ويخبرهم بما حل بهم فاتجه مهرولًا على طريق الحملة وليس معه راحلة.

وسار بقية يوم الغارة وليلته وفي ضحى اليوم الثاني وجد العوازم - لحسن الحظ - على بعد أربعين كيلًا من (قنا) راجعين بالحملة وكان قطع نحو ثمانين كيلًا


(١) المرجع السابق نفسه.

<<  <  ج: ص:  >  >>