للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويقول الشاعر الجبيهة الفريشي العازمي (من بطن غيّاض):

يقول ابن غياض لافي مثايل … من شاعر يلعب بيوت فصايح

حِنّا العوازم وهوازن أصلنا … إن عدت أصول الجدود الصحايح

مرباعنا بين المدينة وصبحا … ياما رعينا عشب ذيك البطايح

حِنّا تحدرنا من أمر شيخنا … من شف زينات البكار اللقايح

غزانا الشريف اللي كسرنا جموعه … عوَّد مكسور كثير الجرايح (١)


(١) والمقصود هنا قبيلة العوازم المعروفة في المنطقة الشرقية بالسعودية والكويت، فلقد ذكر الأخ الباحث السعودي فايز البدران في كتاب صدر له هذا العام ١٤١٥ هـ أسماه أخبار نجد من عام ٨٥٠ هـ إلى ١٢٠٠ هـ، - أن هناك قبيلة العوازم المشهورة في شرق الجزيرة، كما أن العوازم فخذ في عتيبة نواحي الطائف ولا علاقة بين القبيلتين، للأسف فإن المصادر لا توضح أيهما المقصود هنا، لكننا أوردنا الخبر لأنه من حوادث بادية نجد (انتهى). قلت: وأشعار العوازم هي خير دليل وتقطع قول كل خطيب، ولو كان المقصود بعوازم عتيبة لذكرت عتيبة في الأشعار، وعلى كل حال فعوازم عتيبة جزء من العوازم وقد حالفوا عتيبة، وندلل بما جاء في الأشعار أن المقصود هم العوازم في المنطقة الشرقية والكويت، بدليل ذكر جبر ابن جامع وهو شيخ العوازم آنذاك، وقد تسلسل منه آل جامع وهم أمراء العوازم للآن، ثانيًا أن الجبيهة قائل القصيدة هو نفسه من عشيرة الفرشة من غيّاض وكان معاصرًا الأحداث وهو راويها وعشيرته هي ضمن العوازم في المنطقة الشرقية والكويت بالوقت الحاضر.
- ومختصر القصة بين شريف مكة والعوازم أن أحد أسرة الأشراف منتدب من حاكم مكة والحجاز جاء يطلب الزكاة من العوازم، وقد ماطله أحد شيوخ العوازم وقتئذ واسمه المحجان من الشقفة، فقام الشريف بقطع عرقوب ناقة المحجان العازمي، وكانت بكرة أصيلة وعزيزة عليه، فثار على الشريف وقتله على الفور، فاستدعى حاكم مكة أمير العوازم سعد بن جامع وقد حبسه، ولكنه أرسل خبرًا للعوازم أن يغادروا ديارهم قبل أن يفتك بهم عسكر الشريف، وقد أسلفنا عن ذلك، وسعد هذا هو عم جبر بن جامع الذي ذكره الجبيهة من أمراء العوازم في بلاد نجد، بعد تركهم الحجاز واقتفاء الشريف لهم، ومن ثم هزيمة عسكره من قبل العوازم، وقد قال أحد الأشراف قصيدة طويلة بعد رحيل العوازم إلى نجد نذكر منها:
ما يرعى نجد إليا زاف عشبه … إلا سلفن مكتفيه عطاف
ما هو بعازمي يداجن رحايله … ممشاه وخر التاليات اصفاف
إلا ولا ظالم الأجواد ربح … ذباحة للشيخ في الميقاف
لو ذل فهم غلمه هاش غلمه … يهشون دام السلاح أشاف =

<<  <  ج: ص:  >  >>