للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حِنّا حميناها من الهضب الاحمر … إلى خشم مبهل إلى العد مطوي الصفايح

بفتيل (١) فرنج وسيف وشلفا … مضرابهن منه أحمر الدم سايح

ياما ذبحنا بنجد من شيخ سُربه … إليا انقطع دخانها شيف طايح

وياما ذبحنا بنجد من شيخ غلمه … عليه بيضه (٢) علقن النوايح

وياما وسمنا بنجد من زين بكرةٍ … تجيبها الأنظا (٣) والوجيه الفلايح

وياما حفرنا بنجد من زين عقله … يجي جمّها من مفرق الضلع فايح

والضد نأخذ بالمرابيع شاته … ونحطها لجبر بن جامع (٤) ذبايح

والضد الآخر يطلب الصلح منا … ونعطيه مشعاب (٥) وراء البيت طايح

وآخير منها نزلة النير ناعم … وحلالنا يرعى بكل اللوايح

ترعى بها قطعانا ما يهمّها … بين الشيوخ مدورّين المدايح

ترعى طنف (٦) عشبه إذا لاح برقه … وحنّا لها وإن صاح بالجو صايح

كل القبايل عارفين فعولنا … اليا جاء نهار فيه كسب وربايح

يشهد لنا التاريخ والمجد فعلنا … وتُكتب لنا البيضا بوسط الصفايح


= وقد خاض العوازم عدة معارك مع الأشراف مرارًا، وقد سجل أحد شعراء العوازم واقعة أخرى في جبل طلال بنجد قال فيها:
يا طلال المسمى كما أنك منيف … شفت فعل العوازم بجمع الشريف
قلت: وطلال جبل بنجد فيه بقايا للعوازم للآن، وقد اصطدم فيه أيضًا العوازم ببني لام من طيئ حيث قال شاعرهم:
وفي فرعة الوادي تعرض لنجعنا … قوم أضداد من سلاليل لام
جونا وجيناهم بزافات غلمه … أولاد عازم للضديد كعام
(انظر تاريخ نجد في عصور العامية تأليف أبو عبد الرحمن الظاهري طبعة ١٤٠٠ هـ ج ٤ ص ٨٢، تاريخ العصامي ج ٤ - ١١٢) وقد ذكرت حروب العوازم مع الأشراف في عامى ١٠٧٩ هـ، ١٠٨٠ هـ.
(١) فتيل: نوع من البنادق القديمة، والشلفا: الرمح القصير.
(٢) بيضه: أي نساؤه وحلائله ينوحن عليه، أي يبكين بحرقة أكبادهن لفراقه.
(٣) الأنظا: الجيش من الإبل يستعد للحرب وفي اللغة الهزيل.
(٤) جبر بن جامع: من رؤساء العوازم منذ ثلاثة أجيال.
(٥) المشعاب: من أنواع العصى لها رأس مدبب.
(٦) طنف: زهر العشب.

<<  <  ج: ص:  >  >>