للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهذا يدل على أنَّ بني سعد كانوا يسكنون تلك المناطق في عهد الفاسي، وليس لنا أن نستدل بذلك على أنَّ الديار التي هم فيها ديارهم منذ الجاهلية لأمرين:

أحدهما: أن مَسعْدَن البُرْم، وهو من مساكنهم ذكره ياقوت في السروات (. . . ومعدن البرم هو السراة الثانية، وهو في بلاد عدوان) (١)

ونقل عن الأصمعي قوله: (الطود: جبل مشرف على عرفة ينقاد إلى صنعاء، يقال له السراة، وإنما سُمِّي بذلك لعلوِّه، وسراة كل شيء ظهره، يقال سراة ثقيف ثم سراة فهم وعدوان ثم سراة الأزد) (٢).

والآخر: أَنَّ العلماء نصُّوْا على ديار بني سعد بن بكر صراحة، من ذلك قول لُغْدَة الأصبهاني: (وأَمَّا بنو سعد بن بكر فليست لهم أعداد، إنّما مياههم أوشال بمنزلة مياه هُذَيْل، وهم جيران هُذَيْل، إلا أنهم رُبَّما جَلَسُوا إلى فروع نجْد) (٣)، وأبين من ذلك وأصرح قوله: (وهذه كُلُّها أعلى نخلة اليمانيّة، ثم تصير إلى البوبات، وهي صحراء، وهي بلاد بني سعد بن بكر، وقَرْن، وهو بين المناقب والبوبات، وهي أقصى البوبات، وهي وادٍ يجيء من السراة، لسعد بن بكر، ولبعض قريش) (٤).

وقال ياقوت: (البوباة: بالفتح ثم السكون، وباء أخرى: اسم لصحراء بأرض تهامة إذا خرجت من أعالي وادي النخلة اليمانيّة، وهي بلاد بني سعد بن بكر بن هوازن .. ) (٥).


(١) "معجم البلدان" ٣/ ٢٠٥.
(٢) نفسه ٣/ ٢٠٤.
(٣) "بلاد العرب" ص ١٣ - ١٤.
(٤) نفسه ص ٢٧.
(٥) "معجم البلدان" ١/ ٥٠٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>