للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حرب أبي حمزة الخارجي، وكان الخوارج قد لقوا جيش المدينة بقيادة عبد العزيز بن عبد الله بن عمرو بن عثمان بقديد، وكان أبو حمزة قائدًا في الخوارج فهزموا أهل المدينة (وكانت المَقتَلة على قريش، وهم كانوا أكثر الناس وبهم كانت الشوكة، وأصيب منهم عدد كثير) (١) فسار أبو حمزة إلى المدينة فدخلها، وهرب واليها عبد الواحد بن سليمان إلى الشام (٢)، قال ابن شبة: (وبعث إليه مروان بن محمد بمال، ففرّقه فيمن خفّ معه من قومه فكان فيمن فرض له أبو وجزة وابناه، فخرج معتَرِضًا للعسكر على فرس، وهو يرتجز ويقول:

قل لأبي حمزةَ هِيْد هِيدِ … جئناك بالعادية الصِّنْديدِ

بالبطل القَرْم أبي الوليدِ … فَارِس قَيْسٍ نَجْدها المعدود

في خيلِ قَيْسٍ والكماةِ الصِّيْدِ … كَالسَّيْف قَد سُلَّ من الغمود

مَحضٍ هِجَانٍ مَاجِدِ الجُدودِ … في الفرع من قَيْسٍ وفي العمود

فِدًى لِعَبْد الملك الحميد … [ … ] مَن الطارف والتليدِ

يوم تَنازِي الخَيلُ بالصّعِيد … كأَنه في جُنَنِ الحديد

سِيْدٌ مُدِلٌّ عَزَّ كُلَّ سِيْدِ (٣)

ولحقته جيوش الشام، ولقي أبا حمزة بالعُلا مُتَّجهًا إلى الشام لقتال بني مروان، فاقتتلوا حتى أمسوا، فصاح الخوارج: (ويحك يا ابن عطيّة! إن الله عز وجل قد جعل الليل سكنًا فاسكن نسكن. . . فأبى فقاتَلهم حتى قتلهم) (٤)، وقيل: انهزموا فلقيهم أهل المدينة فقتلوهم (٥).


(١) "تاريخ الطبري" ٧/ ٣٩٣.
(٢) المصدر نفسه ٧/ ٣٩٤.
(٣) "الأغاني" ١٢/ ٢٤٩، وفيه (عبد الملك بن يزيد بن محمد بن عطية) بزيادة (يزيد).
(٤)، (٥) "تاريخ الطبري" ٧/ ٣٩٩. والفاسي في "العقد الثمين" ٥/ ٥١١ - ٥١٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>