أعاذلتي كل امرئ وابن أمه … متاع كزاد الراكب المتزود
أعاذل أن الرزء أمثال خالد … ولا رزء مما أهلك المرء عن بد
نصحت لعارض ولصحب عارض … ورهط بني السوداء والقوم سهد
أمرتهم أمري منعرج اللوى … فلم يستبينوا الرشد الأضحى الغد
فلما عصوني كنت منهم وقد أرى … غوايتهم أو أنني غير مهتد
وهل أنا إلا من غزية أن غوت … غويت وإن ترشد غزية أرشد
دعاني أخي والخيل بيني وبينه … فلما دعاني لم يجدني بقعدد
تنادوا فقالوا أردت الخيل فارسًا … فقلت أعبد الله ذلكم الردي
نظرت إليه والرماح تنوشه … كوقع الصياصي في النسيج ادد
فطاعنت عنه الخيل حتى تبددت … وحتى علاني أشقر اللون مزبد
قتال امرئ واسى أخاه بنفسه … وأيقت أن المرء غير مخلَّد
وقد ثأر دريد لأخيه من بني فزارة وعبس في دم أخاه عبد الله. وشاهد دريد يومًا الشاعرة (الخنساء السُّلَمية) وهي تماضر بنت عمرو بن الشريد سيد من سادات مُضَر ومن زعماء بني سُلَيْم بن منصور إخوة هوازن فقال فيها:
حيو تماضر وأربعوا صحبي … وقفوا فإن وقوفكم حسبي
أخناس قد هام الفؤاد بكم … وأصابه تبل من الحب
وذهب إلى أبيها وخطبها فرحب به أبوها وقال لها: يا خنساء أتاك فارس هوازن وسيد بي جُشم دُريْد بن الصَّمة خاطبًا، فرفضت الزواج منه لأنه شيخ كبير.