والعصور وصار لهم ما لها وعليهم ما عليها من الحقوق والواجبات من النعرة والقود وحمل الديات وسائر الأحوال واندرجوا تحت مسماها الهام وإن كان لهم في بعض الأحيان مسماهم الخاص الذي يعرفون به من قبل، أو أن يكون لهم مُسمَّى جديد خاص بهم في القبيلة نفسها أو إحدى عشائرها. وهذا التداخل يحدث في سائر القبائل العربية الأخرى.
وحول اختلاط الأنساب كيف يقع؟ يقول ابن خلدون:"اعلم أنه من البيّن أن بعضًا من أهل الأنساب يسقط إلى أهل نسب آخر بقرابة إليهم: حلف أو لفرار من قومه بجناية أصابها، فيدَّعي بنسب هؤلاء ويعد منهم في ثمراته من النعرة والقود وهو (القصاص) وحمل الديات وسائر الأحوال. . .، ثم إنه قد يتناسى النسب الأول بطول الزمان، ويذهب أهل العلم به فيخفى على الأكثر، وما زالت الأنساب تسقط من شعب إلى شعب ويلتحم قوم بآخرين في الجاهلية والإسلام والعرب والعجم. . ."(١).
وتعتبر عُتيبة من أكبر وأعظم قبائل الجزيرة العربية في الوقت الحاضر، فلا يوجد بين القبائل العربية من ينازعها على معظم هضبة نجد والحرَّة وكشب وشمال وجنوب الطائف وما حوله، وتمتد ديارها شرقًا حتى جبل طويق غرب مدينة الرياض، ولذلك يطلق عليها (عُتيبة الهيلا) لكثرة عددها ومنعتها وقوة غلبتها، ومن بعض ما كتب في ذكر شأنها ما قاله البلادي في معجمه: "إحدى القبائل الكبيرة في شرق الحجاز ونجد كانت ديارها حرَّة الحجاز شمال مكة على مدركة ورهاط ممتدة شرقًا وجنوبا إلى الطائف وما حولها. ثم قامت حروب بينها وبين جاراتها، فحاربت قحطان فأجلتها عن الأرض الممتدة على جانبي الطريق النجدية بين الدفينة